حاولت ذيول إيران وخونة الامة العربية وما زالوا يحاولون تدمير عراق الحضارة الذي تمتد جذوره الى قديم الزمان.سرقوا الأموال ونهبوا الآثار واستباحوا الحرمات وقتلوا الاحرار وعاثوا فسادا في كل زاوية من زوايا الوطن.ثلاث عشرة سنة سبوا فيها البلاد والعباد ظنا منهم انهم ينتقمون من هيبة العراقيين الأبطال الذين اذاقوهم وأذاقوا اصنامهم السم الزعاف سواء في معركة القادسية الثانية وطيلة السنوات الماضية منذ الاحتلال ولحد الآن. سرق الخونة كنوزاً واموالاً واراضي وعقارات، لكنهم لم ولن يستطيعوا سرقة الكنز الحقيقي الكامن في ضمائر الشعب الوطني.انه كنز الولاء للوطن والدفاع عنه لآخر قطرة دم، كما فعلها اجدادنا وقادتنا عبر التاريخ.وها هم ثوار تشرين يكشفون عن سر الكنوز الكامنة لديهم والتي لن يستطيع ذيول إيران واحفاد كسرى من الوصول اليها.انها هيبة الوطن والشعب الكامنة في الرسالة الخالدة. الرسالة الخالدة التي يعرفها كل وطني غيور شريف، وليس البعثي فقط، وكما شرحها الرفيق ميشيل عفلق، لا تكمن في التاريخ ولا تعبر عنها القيم الفريدة.الرسالة الخالدة التي نعرفها متأصلة في نفوس أبناء الأمة وحياتها.إنها في طور التحقيق.انها اقبال الشباب على معالجة مصيرهم وحاضرهم معالجة جدية جريئة.الرسالة الخالدة نهضت منذ أن بدأ الجيل الجديد يدرك بجرأة ووعي أن حياة العراق والأمة العربية "لا يمكن أن تستمر في هذا الطريق الأعوج المنحدر، وأنه لابد من حركة إنقاذ، أي لابد من الانقلاب الشامل". تعلم المناضلون الاحرار طيلة المسيرة الوطنية النضالية التي رسمها قادة عظام انه علينا مواجهة مشكلاتنا " بجرأة وصدق وصراحة ( ونثق ) بأن حل هذه المشكلات سوف يأتي من داخلنا، لا من معجزة أو من دولة خارجية وإنما بالتعب والثبات." انها الطريق الى الرسالة الخالدة التي تتحقق على الأرض العربية. يقول الرفيق ميشيل عفلق رحمه الله " نحن لا نفهم من الرسالة أنها الحضارة التي لا نستطيع الآن تحقيقها بل ونكاد لا نحسن فهم حضارة الآخرين.الرسالة شيء أعمق وأصدق من ذلك.انها تجربة حية، تجربة أخلاقية ونفسية تقوم بها أمة عظيمة وتضع في هذه التجربة كل حياتها.إنها تدخل هذه التجربة بإيمان، وتسعى للتغلب على كل المفاسد بنفسها وقواها الذاتية، دون مواربة أو خداع أو أنصاف حلول أو حلول سطحية.إن هذا الطريق سيوصل العرب إلى تغذية الروح الإنسانية بكاملها لأنهم يكونوا قد جربوا أعظم تجربة، ولأن آلام العرب لم تمر على أحد من البشر أو أمة من الأمم.فمن هذه المشاكل القاسية والمعقدة ومن مواجهتها بالصدق والصراحة، ومن الاتكال على قوى الأمة وحدها، من كل هذا سيخرج العرب في النهاية وهم أرفع روحاً، وأعمق حساً وشعوراً، وأوسع وعياً وأكثر واقعية، من أكبر أمة على وجه الأرض.عندها يستطيعون أن يقدموا للإنسانية ثمرة جديدة هي نتيجة هذا التوحيد بين النظرة المثالية والواقعية، هي أن يغذوا الروح بقوة العمل، وأن يرفعوها إلى مستواها الرفيع العالي، وهي أن لا تؤمن بمبدأ إلا إذا كنت تستطيع تحقيقه.عندها لا تكون الرسالة حضارة فحسب، وإنما كنز روحي." لقد سقطت هيبة الدولة بولاء ذيول إيران الى حكم الملالي في طهران، وسقوط القضاء الى الهاوية.لكن روح تلك الهيبة الكامن في صدور الوطنيين الاحرار وثوار تشرين سيستعيدها من اجل اكمال مسيرة الرسالة الخالدة.