بدون مواربة وبشكل مباشر، سياسة أمريكا الخارجية تقوم على صناعة الأزمات .. ! كل أزمة تفتعل لها جوانب منفعة تعود على السوق الأمريكي بالفائدة سوق السلاح .. لوبيات الضغط، وسائل الإعلام، صحافة وتلفزيون .. النفط .. سوق التكنولوجيا والأجهزة الدقيقة .. صناعه الطائرات .. وأكثرها أهمية طلب الحماية، وكله بحسابه. الكل في أمريكا يشتغل وينتج وأصحاب الأزمات يدفعون. دوماً امريكا لا ترغب بنتائج محسومة، فلا منتصر ولا مهزوم في كل أطراف النزاع، فتترك أمريكا مسافة فاصلة تتيح للنزاع أن يتجدد وبصورة أكبر. كل الاتفاقات يجب أن تخضع لها أو من خلالها، وغالباً ما تلعب دور الوسيط الغير نزيه الذي يعمل على ايجاد ثغرات ونقاط غير مفهومة ومبهمة تشكل قنابل موقوتة يمكن لها أن تنفجر في أية لحظة وتفجر أي اتفاق مهما كان سعيداً وأيا يكن الشركاء فيه، والأمثلة كثيرة مثلاً الحرب بين إيران والعراق وأفغانستان طالبان والحكومة، وليبيا والصراع بين الوفاق وحفتر، وسد النهضة، وسوريا، النظام ومجموعات المعارضة، اليمن التحالف والحوثيين، وآخرها الصراع العربي الإسرائيلي والدور الأمريكي في رعاية المفاوضات وما تقوله في صفقة القرن وما تلاها من اجراءات .. المقدس في أمريكا ولا يقبل القسمة بين كل مكوناتها وأحزابها ديمقراطية أم جمهورية كانت هو خدمة الكيان الصهيوني والدفاع عنه بكل الطرق والوسائل. الجزء الأخير، أمريكا بلا أصدقاء دائمين ولا أعداء دائمين، أمريكا تتبع مصالحها وأكثر الخوازيق ايلاماً تعطيها لأصدقائها. أمريكا تقوم على الابتزاز وسياسة الاملاءات ونظام العقوبات والقوائم السوداء، وتخضع في داخلها لمجموعات الضغط واللوبيات التي تحكم في الكونجرس والبيت الأبيض والمجمع الصناعي. أين نحن من هذه السياسات .. مع كل الأسف، نحن من مجموعة الأتباع الأذلاء، كل ما علينا هو السمع والطاعة والموافقة وتسديد الفواتير .. لا قوه لدينا في المجتمع الأمريكي، فلا إعلام ولا لوبي ولا مجموعات، كل ما لدينا أصفاراً في البنوك الأمريكية وعقوبات وقوانين لا تطبق إلا علينا، ودفاتر تفتح عند الحاجة .. والسؤال لماذا ذلك وهل يتعامل الأمريكان مع الجميع هكذا؟ بالتأكيد لا. وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.