الذي ينظر إلى واقع أمتنا العربية يتيقن بأن ما مر عليها هو عمل ممنهج مدروس بكل المقاييس العالمية، وخاصة الدول التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية، هي التي وضعت اتفاقيات السلام فيما بينها، قررت أن تجعل من أمتنا العربية مسرحاً لحروبها المستقبلية وإحداث فوضى تهدم أركانه وتقسمه، من أجل بقائها قوية ومسيطرة، لهذا وضعوا كل الامكانيات لقراءة أرشيف الدولة العثمانية حين كنا تحت احتلالها وعرفوا سبيل تعاملهم مع الوطن العربي من أجل إحداث التفرقة المنشودة وتقسيمها حتى تبقى هذه الأمة تحت سيطرتهم والتلاعب بها كيفما تريد من أجل مقدراتها التي هي بأمس الحاجة لها، وخاصة أن الأمة العربية ذات ثروات كبيرة وأراض خصبة وموارد جمة لا تحصى، والتي ظهرت نتائجها في هذا الزمن الصعب وأدت إلى : - احتلال أرض عربية وإدخال مستعمر حقير تفنن بأبشع الأساليب لأجل سرقة الأرض واستغل أننا دول تقبع تحت الانتداب البغيض. - وضع حكام من ورق لأجل تنفيذ مخططات هذا المحتل، بأن يعمل على تجهيل الشعوب العربية وتفقيرها. - العمل على طمس الهوية العربية، ومسح تراث هذه الأمة من خلال الإعلام المسيس لهم وأن لهم أكبر الفضل فيما نحن فيه. _ هدم أركان الدين، وإحداث طائفية مميتة عملت على أكبر خلل بين العائلة الواحدة، مما أدى إلى حروب أهلية بين أفرادها، وأصبح القتل طائفي بامتياز وظهور طبقه تسلقت على أكتاف الدين وأساءت لأمتها. - اعلاء شأن الفاسدين، ومساعدتهم على سرقة أوطانهم حتى لا تنهض مرة أخرى، وجعل البنك الدولي هو الحامي لها، واغراق الشعوب بالديون التي تثقل كاهلها حتى لا تستطيع مساءلة من سرق ونهب الوطن. كل هذه المعطيات التي ذكرتها هي التي أدت إلى واقع مؤلم للإنسان العربي، بحيث أصبح مهمشاً في وطنه، ولكنه دائماً يسعى إلى الخلاص، وبدون العودة إلى جذوره لن يخرج من عباءة المحتل، وستبقى الفوضى هي السائدة.