من الأمور المثيرة للعجب والاستغراب هو ذلك التعاطي والتفاعل الواسع الملفت للنظر الذي يبديه العديد من الناشطين والناشطات والخاملين والخاملات على شبكات التواصل الاجتماعي من العراقيين، أبناء جلدتنا، الذين يحملون ذات الهوية التي نحملها وينتمون إلى ذات الوطن الذي ننتمي إليه، إلا أن ما يلفت النظر أن الطاقة والجهد والوقت الذي يوفرونه لمواقع التواصل الاجتماعي هو ليس بصالح العراق، ولا يعدو عن كونه مجرد كلام خزعبلات وهراء وعبط واستهبال وسخافة. يتحدثون بأمور بعيدة كل البعد عن هموم العراق، بالإضافة إلى ذلك، إنهم يلزمون الصمت تجاه التدخل الإيراني السافر في العراق، رغم الخطر الذي يمثله هذا الفايروس الإيراني منذ الاحتلال الأمريكي الغاشم إلى يومنا هذا، يفوق عشرات أضعاف الخطر الذي يمثله فايروس كورونا. آلاف السجناء والمعتقلين والمغيبين والشهداء، ودمار واسع للبنية التحتية، وتدمير ممنهج للاقتصاد الوطني، واحتلال سافر للمدن العراقية، وسرقات للمال العام، وانتهاك لحرمات متظاهري ثورة تشرين العملاقة، ومؤامرات تحاك ضد العراق وشعبه الصابر، وهؤلاء في عالم آخر، لم تصدر منهم إدانة لجريمة واحدة من جرائم إيران، ولم يعبروا عن سخطهم تجاه من سرق ودمر العراق، وكأنهم ابتلعوا ألسنتهم وجف مداد أقلامهم. الكثير منهم يسمع ويشاهد ما فعلوا بثوار تشرين، وكم قدمت الثورة من الشهداء والجرحى والمعاقين، وكم من العراقيين اكتووا بأفعال إيران، فتركوا منازلهم ومصالحهم وغادروا العراق مجبرين، ومع كل ذلك يلزمون الصمت، وكأن الذي يحصل للعراق والعراقيين لا يعنيهم أبداً. إن العدو الصفوي يستهدف العراق كدولة وسيادة وثروة وتاريخ وحضارة واقتصاد وتنمية، ولا يجد حرجاً في تحقيق أهدافه والوصول إلى غاياته في إهلاك الحرث والنسل وتدمير كل ما هو جميل. أيها الصامت المتفرج على جرائم إيران بحق بلدك وتجاهلك معاناة الشعب وعدم اهتمامك بالأخطار التي تهدد وطنك وشعبك وتهدد حاضرك ومستقبلك غباء وحماقة، اخرج عن صمتك، تفاعل وتعامل مع التدخل الصفوي، كما تعاملت وتفاعلت مع أمور أخرى لا تجدي نفعاً لأن بقاءك خارج السرب جريمة خطيئة كبرى، والتاريخ يشهد.