شهد العالم في تاريخنا المعاصر تطورات سياسية واقتصادية، إقليمية ودولية، وبالذات وطننا العربي الذي تعرض لتآمر واسع من قوى إقليمية ودولية للإيغال في تفكيكه وتقسيمه إلى كانتونات على أسس طائفية وعنصرية، نخرت جسمه وأضعفت وجوده في الحياة كأمة لها إرث حضاري وثقافي، وتغييب روح العزيمة فيها كعامل لمنع نهوضها مرة أخرى لممارسة دورها الريادي الإنساني، وأمام هذا الواقع المر لابد من تثوير الهمم والارتقاء بمهمة تحقيق الوحدة العربية ومواصلة الجهاد والكفاح والتمنطق بروح رسالتها وزجها في معركة المصير للدفاع عن وجودها أرضاً وشعباً وحضارة وتاريخاً، فالوحدة كفيلة للخلاص من عوامل القطرية المقيتة والعبودية والضعف لتكون أمة حرة سيدة في قرارها السياسي والاقتصادي، والتي كان لها دوراً إنسانياً في الحياة، فالوحدة تحقق العدالة الاجتماعية وإنهاء التبعية لقوى خارجية، ويعيش المجتمع العربي من مشرقه إلى مغربه بأمن وسلام، مما ينبغي التأكيد عليها والإيمان بها لما تحمله من قيم قومية في التحرر ورفع شأنها وتجريدها من مظاهر الضعف والتمزق والفرقة. فهي صمام الأمان في حياتنا حالياً ومستقبلاً، ومهمة النهوض بها يتطلب تفجير طاقات وابداعات شعبنا العربي في أدائه الفكري والعقلي والنضالي جماهيرياً مخلصاً تتجدد فيه حياة الأمة وحل جميع مشاكلها من خلال ربط ماضيها المشرق المجيد وحاضرها ليتفاعل الاثنان في وحدة سياسية وممارسة دورها الطبيعي لتحصن نفسها من المتغيرات السياسية أو التأثير عليها بما يخالف مصالحها، فحياة الأمة في وحدتها، وتجديد رسالتها ضرورة حتمية.