أهمية ساحات التظاهر في تكريس ثقافة التحدي وعدم القبول بسياسة الأمر الواقع وتوعية الشباب العراقي بالدفاع عن حقوقهم وحقوق بلدهم وحقوق من سبقوهم بالتضحية بأرواحهم ( شهداء ثورة تشرين ) ، والسعي أن تكون ثورتهم ثورة ناصعة غير مرتبطة بالمفاهيم الخاطئة، ولا بأي جهة خارجية، بل مرتبطة بالوجود الإنساني في هذه الحياة، واعتباره وجوداً هادفاً وليس عبثياً، حيث إن الإنسان يعيش تحت رقابة مباشرة من الله سبحانه وتعالى على مدار الساعة، ويحتاج أن يكون صادقاً في نواياه، والصدق يقوده إلى الرؤيا الصحيحة من حوله. فثوار تشرين يرفضون الأفكار المستوردة من إسرائيل الشرقية، ويرفضون الأفكار الظلامية التي تصنع من الإنسان كائناً متوحشاً ظلامياً، كما صنعت إيران من المليشيات التابعة لها. كما حذر المتظاهرون من التبعية الفكرية الخاطئة والجهل المركب الذي وقع فيه بعض الشباب التابعين للأحزاب والتيارات السياسية وأصبحت أفعالهم تخدم أعداء العراق والأمة، وتم تدجينهم وتهيئتهم للخنوع والاستسلام، وأكد الشباب الثائر على تزكية النفس والأخلاق، والوعي والحكمة والبصيرة، وأثر كل ذلك في تحمل المسؤولية اتجاه تحرير العراق من الاحتلالين الأمريكي والصفوي وأذنابهم. إن ساحات التظاهر في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العراق في ظل حكومات عميلة مجرمة متعاقبة هي جزء أساسي من صمود شعب العراق الذي يتجه لتغيير العملية السياسية برمتها. إن ما حصل في عموم الساحات من قتل واختطاف وتهديد وترويع يكشف حقيقة هذه الحكومات البائسة العميلة، التي زرعت الفرقة والتناحر بين أبناء الوطن الواحد تحت عناوين طائفية بغية تسهيل السيطرة على أبناء العراق. رغم كل معاناة المتظاهرين من الجهات الأمنية والميليشيات الصفوية أكد المتظاهرون على استحالة استسلامهم، متوعدين بالتصعيد بعد الانتهاء من وباء الكورونا، لأن الحكومة العميلة وميليشياتها مستمرة بطغيانها وعدوانها، وإن غداً لناظره قريب.