وان المكتسبات التي اكتسبت الخبرات من مسيرة ثورتي شباط وآذار بدأت بترسيخ أركان الثورة ، وقيامَ البعثُ بثورةٍ شاملةٍ وعميقة لإعادة بناء العراق كقاعدة لنضال الأمة ، وشرع البعث فوراً بإنهاء الاستغلال بمجموعة من القوانين على رأسها قانون الاصلاح الزراعي الجذري الذي فجر الثورة الزراعية التي يشهد على مستواها وانجازاتِها القاصي والداني والتي لا تزال شوامخها قائمة الى اليوم ولم يستطع الغزاة وعملائهم تدميرها وخاصة السدود العملاقة ومشاريع الري الكبرى والبزول الستراتيجية ، واصلاح الاراضي واستثمارها حتى صار الريف العراقي جاذباً لأهل المدن. وقضى البعث على الآفات الاجتماعية الثلاث البطالة والفقر والأمية ، وأشاد صرح التعليم المجاني والاجباري حتى صار يضاهي مستوى التعليم في أرقى دول العالم ، وحقق الطب المجاني ،وبنا الطرق الإستراتيجية ،وفجر الثورة الصناعية الثقيلة والخفيفة ، المدنية والعسكرية ، وخاصة الصناعات الالكترونية الاكثر تطوراً وتعقيداً.وبنا الجيش الوطني الذي تميز بالجمع بين العقائدية والمهنية ، وسلحه بأفضل الاسلحة والمعدات الحديثة وبأكثر العلوم والنظريات العسكرية المتطورة ، والذي لعب دوراً تاريخياً ورائداً في حياة العراق والامة ، حيث حافظ على حرية البلد واستقلاله ونهوضه وصد أكبر وأخطر غزو للفرس على الامة في العصر الحديث والتطور الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتربوي والسياسي ، وكان من أهم عوامل ارعاب ورعب الامبريالية والاستعمار والكيان الصهيوني والفرس الصفويون هو التقدم العلمي والتكنولوجي الهائلين ، فتخرج من جامعات العراق ومعاهده ومراكز البحوث والدراسات ومن ارقى الجامعات في العالم آلاف العلماء والباحثين والمتخصصين وفي كل ميادين الحياة وخاصة في ميدان الصناعات العسكرية والصناعات المدنية الثقيلة ، فخلقت تلك النهضة انساناً جديداً في العراق مبدعاً وثائراً أمسك بناصية العلم والتقدم والتطور والبناء الحضاري. يتبع رجاءا ..