إن التمسك بخيار المقاومة وبالانتماء القومي يجب أن يكون عنوان الثقافة التي يجب نشرها في المجتمع ويؤسس لمسار جديد، حيث يؤكد قومية المعركة وقومية الاتجاه وقومية الشعور وهذا ما يسعى العدو وكل العملاء للنيل منه، ولأن شعار القومية تلغي كل الانتماءات المذهبية والعرقية والدينية والمناطقية لذلك لا تستطيع قوة في الدنيا أن تقطع مشاعر الانتماء وصلات الارتباط بالهوية الوطنية والقومية أو تلغي أحاسيس المشاركة والتفاعل بين أبناء ثقافة واحدة ولغة واحدة وتاريخ واحد ومصير واحد. لأن في قوة الانتماء تكمن قوة الإرادة وقوة التحدي لأي مشروع يستهدف شطب الهوية ويلغي الانتماء ويزيف الواقع بعدما فقد البعض البوصلة وأضاع الطريق، وأصبحت القومية تهمة يلاحق حاملها والمنادي بها كما أضحت الوحدة سراباً وكل قطر مهدد بالانشطار فالفتن جاهزة وبالمرصاد بعد أن فعلت فعلها في العراق وأقطار عربية أخرى. بغداد التي لم تتردد في أي يوم من الأيام في الوقوف في طليعة المدافعين عن قضايا الأمة، وكانت الملجأ الأول والأخير لكل مناضلٍ قومي أبعده نظام القمع في أي قطر عربي مستبد ديكتاتوري عميل، فحافظت على إرث الخطاب القومي رغم كل المؤامرات التي كانت تستهدفها بشتى الوسائل والأساليب القذرة، فرغم كل هذا احتضنت بغداد كل حركات التحرر العربية ودفعت ضريبة الدم في الدفاع عن كرامة الأمة حتى استباحها مغول العصر. إن الرهان اليوم كان ولا يزال على الدوام على الإنسان العربي المؤمن بوطنه وأمته، ذلك الإنسان المقاوم المثقف المسلّح بالعلم والمعرفة والإدراك في تثبيت الوحدة الوطنية داخل كل قطر عربي وعلى امتداد الوطن العربي الكبير في المحافظة على سلامة الرؤية وسلامة الفكر وبلوغ الأهداف السامية للحفاظ على كيان الأمة وإرثها الحضاري ودورها الريادي وطابعها الرسالي لكل الأمم؟