في يوم مولدك سيدي أردت ان أقارن بين زمنين .. لعل الجميع يقر ، محبيه ومبغضيه، ان العراق في عهده كان قوياً عزيزً مهاباً وكانت بضع كلمات يقولها صدام كفيلة بتحريك الجيوش .. كنا سادة العرب .. وكانت دول الجوار، تركيا وايران، تهتز رهبة من نظرة عينيه .. الان ايران هي من تقرر من هو رئيس الوزراء وتركيا تسرح وتمرح على مشارف الموصل .. كان طلاب الجامعات من قاعات الامتحان النهائي الى ساحات التدريب العسكري ليقضوا العطلة الصيفية تحت لهيب شمس تموز في معسكرات التدريب ليعودوا الى قاعات الدرس رجالا اشداء .. الان اصبح لدينا طوابير من المخنثين بقصات شعر مقززة وقلائد التخنث حول رقابهم .. كان كل خطيب جامع هو عالم جليل بعلمه الغزير .. الان لدينا طوابير من المعممين الدجالين يهرفون بما لا يعرفون بخزعبلات عن أئمة تفوق قدراتهم قدرات الله والعياذ بالله .. كان تلفزيون بغداد يصدح بالأناشيد الوطنية التي ترسخ حب الوطن والوحدة الوطنية .. الان لدينا أغاني نظطر لاغلاق التلفزيون حتى لا نخدش حياء الأسرة .. كانت لدينا جامعات تخرج علماء ملؤوا الدنيا بحثاً وتدريساً .. اليوم جامعاتنا تخرج اميين .. كانت لدينا صناعة نفتخر بها وكنا على اعتاب ان نطلق قمر صناعي .. الان منشآت التصنيع العسكري تحولت الى انتاج قناني الغاز والآلات الموسيقية .. نساؤنا في زمانك كانوا يسمونها الماجدة .. اليوم صارت تباع بسوق نخاسة المتعة .. في زمانك كنا نسمع عبارات عن العز والكرامة والقوة والهيبة .. اليوم صرنا اذلاء تابعين للولي الفقيه في قم يصدر الأوامر وما علينا الا الطاعة .. كأني بلسان حالك يقول : أضاعوني أضاعوني وأي فتىً أضاعوا .. في جنان الله ابو عدي في يوم مولدك .. بروفيسور عامر الفلاحي استاذ التصميم والتصنيع بمعونة الحاسوب كلية شيريدان الحكومية برامبتون - كندا