منذ يوم امس وليلته انعطفت الثورة العراقية انعطافة كبيرة ومهمة لارجعة بعدها بمواصلة التصعيد السلمي ضد الحكومة والنظام .. هذه الانعطافة هي مفترق الطرق الذي ستسلكه الثورة دون عودة الى الوراء ولا الى اي مربع اخر في الخلف .. لقد وصل اليأس والاحباط لدى جماهير الشعب الى مستوى لم يعد يتحمل التسويف والمماطلة والتآمر على ثوار الشعب بالقتل والخطف والتهديدات .. والامعان بالقتل العمد للمتظاهريين السلميين في بغداد وباقي المحافظات .. الحياة اليوم كلها معطلة في العراق ولم يعد المواطن يقبل اعذار او اهانة الحكومة وبرلمانها له وعدم الاستماع لمطالب الشعب الواضحة الشرعية والتي هي من ابسط حقوقه .. الامر اليوم لم يعد السكوت عليه داخليا وخارجيا .. وقرر الشعب ان المخرج الوحيد له هو باستقالة الرئاسات الثلاث واولها حل البرلمان بشكل سريع والابتعاد عن خداع انفسهم بترشيح شخصيات فاسدة ملطخة بكل الوان الاوساخ والقذارات .. وتشكيل لجنة من خبراء مستقلين لاعداد دستور جديد يكون دستورا يحفظ هيبة العراق والعراقيين ويعيد اليهم كرامتهم وسيادتهم وحقوقهم الطبيعية .. ثم تشكيل حكومة انقاذ مؤقتة من شخصيات وطنية مهنية بعيدة عن الاحزاب وميولاتها تقوم بتسيير الاعمال لحين حصول انتخابات جديدة حرة ونزيهه .. ان التآمر على الثورة بهدف احباطها مازال كبيرا ومازال هو الحل الوحيد لدى الحكومة وفي تعاملها العنيف ضد المتظاهرين باطلاق الرصاص الحي والغازات والقنابل المحرمة دوليا .. وبعد ان قررت الثورة الانعطاف نحو التصعيد السلمي ضد الحكومة ونظامها الفاشل .. اصبح الامر لايحتمل السكوت والخنوع وضرورة تأييد ودعم الثورة بكل الطرق السلمية المتاحة وأولها توحد العراقيين وتكاتفهم وتعاونهم من اجل انجاح الثورة وتحقيق مطالب الشعب العراقي من اجل ضمان حقوقه ورفاهيته وعيشه في وطنه معززا مكرما .. وعلى الجميع التواصل والتماسك والتقدم الى الامام دون النظر الى الخلف والابداع في مواكبة احداث ويوميات الثورة .. وماهي الا ايام حتى ينبلج النصر العظيم بأذن الله وسوف لن يقف امام الشعب الثائر أحدا والله ناصرهم ماداموا مع الحق وهم له مطالبين ..