لقد انتظر الشعب العراقي ستة عشر عاماً من الاحتلالين الأميركي والإيراني.وصبر كثيراً على الظلم والقهر وامتهان الكرامة وفقدان السيادة والجوع والمرض.وقد خُدِّر بوعود من عملاء الاحتلالين، وهيهات أن يصدق خائن بوعوده.وخدَّرته المرجعيات الدينية بدعوته إلى الصبر، وهي لا تستطيع صبراً قبل أن تمتلئ جيوبها من السحت الحرام. فوقع الشعب العراقي فريسة بين وعود الخونة والعملاء وفسادهم، ووعود المرجعيات الدينية ونصائحهم، فعاش الشعب العراقي طيلة السنوات العجاف أسوأ الظروف وأقساها وأكثرها غرابة.حيث عاث لصوص الاحتلال، والذين أفتوا بتحريم مقاومة الغزاة، سرقة وسلباً وقتلاً وتهجيراً، ليلعقوا دماء أبناء شعبهم، ويراكموا الثروات فوق الثروات. شاركوا الاحتلال الأميركي احتلاله زعماً منهم، وكذباً، أنه الخلاص مما سموه جرائم نظام البعث.واشتركوا مع الاحتلال الإيراني بتدميره وتقتيله ، توهماً منهم أنهم ينصرون المذهب، والخلاص من أنظمة زعموا أنها لا تحكم بشرع الله. لقد قيل : أكذب ثم إكذب، ولكن للكذب نهاية.وقيل استعمل الخديعة، ولكن للخديعة نهاية. لقد كفى الشعب العراقي أنه عانى من المرارة وامتهان الكرامة وشظف العيش طوال سنوات امتلأت بالظلم والفساد.وانطلت عليه الأكاذيب والخدع.ولأن حبلها قصير، فهذا يوم الكشف عن وجوه اللصوص وتجار الدين قد أتى.وأتى معه يوم الحساب. لقد طفح الكيل وفاض كثيراً، وكان الذين يراهنون على أن الشعب العراقي وثورته على حق، وهاهو اليوم قد أتى وباسرع مما يتصورن. هذا يومكم يا شباب العراق الثائر.وهذه ثورتكم تجتاح العراق من أقصاه إلى أقصاه. ليس لديكم ما تخسرونه بعد أن عاث الثعالب الصغيرة من الخونة والعملاء فسادا ، كما عاث تجار الدين، بكل المحرمات، وتجاوزوا كثيراً الخطوط الحمراء التي تفصل بين الشعب وثورته. ليس لديكم ما تخسرونه، خاصة أنكم خبرتم خداع تجارالسياسة ، ورجال الدين والدنيا، فقد عمَّ الجوع والمرض.وعمَّ القتل والتهجير.وأصبحت حياتكم جحيماً لا يُطاق. فعلام تصبرون.فإذا استمريتم بثورتكم سيقابلونك بالرصاص الحي.وإذا انقلبتم على أعقابكم سيقابلونكم بسلاح الموت جوعاً ومرضاً. خلاصكم اليوم بأن تموتوا شرفاء، لا أن تموتوا خنعاء.فإن الموت بشرف هو الطريق الأقصر للنصر. خلاصكم اليوم بأن تستمروا في ثورتكم، وهو خلاص أكيد، لأن الثعالب لا تدافع عن فرائسها إذا شعرت بخطر داهم.وهذا أنت يا شعب العراق ذلك الخطر الذي يؤرق جفون من استباح العراق، واستباح كرامات العراقيين. بوركت ثورتكم، وبوركتم شعباً أبياً كريماً. ولكم كل التحية من شرفاء العرب .. كل العرب.