للاحتلال الإيراني للعراق سمات ومميزات ووظائف، تختلف عن كل الاحتلالات التي عرفها العالم من قبل، ومن أبرزها : أولاً : إنه احتلال استيطاني، يستخدم شراكة الدين والمذهب مع جزء من الطيف الاجتماعي العراقي، أي إنه كهنوتي، ويؤسس كينونته العدوانية على عوامل ثقافية وفكرية وعلى جملة ممارسات فارسية المصدر عراقية التوطين، وينطلق من حقب تاريخية قديمة أرخت لاحتلالات وغزوات فارسية سابقة، ويعتبرها الفكر والسلوك الكهنوتي الخميني عوامل تملك لأرض العراق، وبهذا يكون أخطر بكثير من الاحتلال الصهيوني لأرض العرب في فلسطين، حيث يستند إلى قاعدة صهيونية واحدة لا غير. ثانياً : إنه احتلال يأخذ ولا يُعطي، يأخذ كل شيء ولا يعطي شيئاً قط، يستعمر الأرض والإنسان والسماء والماء والتجارة، وينهب الثروات دون أن يضع ولا شاخص واحد إيجابي، لا في حياة الإنسان ولا في ممتلكات الوطن، كل احتلال سابق عرفته البشرية قدّم نمطاً ونوعاً من الفوائد للشعب وللوطن المحتل، ثقافية أو اقتصادية أو تعليمية أو صحية. ثالثاً : إنه احتلال حصل تحت غطاء غزو دولي، وليس بإمكانات إيران الذاتية العسكرية، ولا بعوامل قوة اجتماعية أو اقتصادية، وبذلك فهو احتلال جبان مخاتل خبيث شرير. كانت إيران حاضرة في مؤتمرات الغدر والخيانة في لندن وصلاح الدين وغيرها عبر ممثليها من الطابور الخامس والفرس المجنسين بالجنسية العراقية والمرتزقة الخونة، كان يمثل إيران في تلك المؤتمرات حزب الدعوة والمجلس الحكيمي الطبطبائي، وغيره من أدوات المشروع الفارسي القومي المغلف بغلاف الدين والمذهب، ومن خلالهم تم رسم ملامح العملية السياسية التي تبنتها أميركا تطبيقاً وحماية. التقطت إيران كل أنواع الفتن الدينية والعرقية والمذهبية، وشكلت منها مكونات العملية السياسية الأمريكية الإيرانية الصهيونية، التي تبدأ فيها إيران احتلالاً شاملاً لمحافظات بغداد والفرات الأوسط والجنوب، ومن ثم تتمدد طائفياً إلى المحافظات الأخرى الغربية والشمالية، وهذا ما حصل فعلاً خلال السنوات الستة عشر المنصرمة من عمر الاحتلال. واستغلت إيران جبن الجانب الأمريكي وقلقه على جنوده، فعقدت معه اتفاقات سرية، وبعضها ظهر للعلن، استخدمت فيها حوزة النجف وآياتها ومعمميها، وكذلك آيات قم ومشهد الإيرانية، الذين خلقوا موطئاً لأقدامهم الاحتلالية في العراق عبر شراكة مزعومة بالمذهب. الاحتلال الإيراني يأخذ من العراق سيادته وحياة بعض أبنائه، ويسرق خيراته وثرواته كلها، ما ظهر منها وما بطن، ويجعل من العراق سوق للمنتجات الإيرانية المختلفة بعد أن دمر الزراعة وأحرق المزروع قبل حصاده، ودمر الخدمات الصحية، وعزل العراق عن بيئته العربية لتصير إيران هي بلد الطبابة والسياحة والدراسة، ايران تبيع العراقيين البطيخ والطماطم واللبن والتمر، وتصدر له الوثنية والمخدرات وعبادة القبور، وتعمق الجهل والتخلف والممارسات التي تهين الإنسان بكل أنواعها، وتوزعها على الأعياد والمناسبات وأشهر السنة، إيران تحول العراق في شهري محرم وصفر إلى دائرة للحزن والجلد والدماء، ليغيب الشعب عن وعيه، وتفرض طقوسها الوثنية المجوسية بحد السيف على كل شعبنا، وخاصة بعد أن جعلت من داعش التي خلقتها، شماعة لتنفيذ مشروع فرض التشيع الصفوي على سنة العراق تماماً كما جعلت من تفجيرها لمراقد الأئمة الأطهار فرصة للقتل الطائفي وللوصول إلى ملوية سامراء ومآذنها لترسم حدود الدولة الصفوية مع شريكها الصهيوني الذي وصل هو الآخر بقوة الغزو والاحتلال إلى الفرات، وحقق حلم العودة إلى (الكفل واور) وكهوف أربيل والسليمانية وضفتي نينوى. إيران تحاول تأسيس إمبراطوريتها القومية الفارسية بخيرات العراق، وعلى أنقاض دولة العراق، وتتخذ من كل أنواع الوسائل المحرمة شرعاً وقانوناً أغطية لأهدافها الاستعمارية الشريرة، إيران تأخذ كل خيرات العراق، وتعطيه الموت والخراب والدمار. لكن .... نحن أحرار العراق وأمة العرب نرى المنافذ للتحرير في ثغرات ما صنعته أميركا لإيران والله أكبر.