إن من يعتقد أن إيران الصفوية تحمل ذرة وُدٍّ أو صدق تجاه العراق والأمة العربية فهو واهم ويرتكب أكبر حماقة في التاريخ. منذ الأزل لا يحمل الإيرانيون الصفويون إلا الحقد والكراهية على العرب، وهو أمر لا يخفى على كل ذي بصيرة، فكيف بما يحملونه تجاه العراقيين الذي جرعوا آيتهم وسيدهم السم الزعاف، وهزموهم شر هزيمة في القادسية الثانية. فما يتداوله البعض من إهانة للعراقيين الذي يدخلون إيران ليس مستغرباً، وهو أمر متوقع ومألوف لدى الإيرانيين تجاه القوميات الأخرى، وخاصة القومية العربية باعتبارها القومية الوحيدة التي مرغت أنف كسراهم بالوحل وقضت على إيوانه. لم تنسى ذاكرتنا الإهانة التي وجهها مستشار المرشد علي أكبر ولايتي للعراقيين حين صرح وبكل وقاحة أن إيران لن تسمح لليبراليين والمدنيين أو أي أحد غير مفصل على المقاس الإيراني أن يعود للسلطة، ويشارك في الحكومات العراقية. كما لم يغب عن أعيننا التصرف الوقح من السفير الإيراني عندما انسحب من حفل نظمته سلطة المنطقة الخضراء بمناسبة الانتصار على داعش، عندما وقف الحضور تقديراً وتبجيلاً لشهداء العراق. ألم يكن تصرف السفير الإيراني استهانة بدماء شهداء العراق الذين ضحوا بأرواحهم في الحرب ضد داعش ؟ إن هذا التصرف الوقح لا يعبر عن موقف السفير فقط، بل يعبر عن موقف بلاده، لأن حضوره الحفل لم يكن بشكل شخصي وإنما بصفته الرسمية. إن حكومة الملالي في طهران والأحزاب التابعة لها في العراق لا تعتبر العراقيين الذين سقطوا في الحرب العراقية الإيرانية شهداءً، لكن المستغرب والجديد في الأمر أن إيران الصفوية لا تحترم أيضاً الذين ضحوا بأرواحهم في الدفاع عن مصالحها الخاصة. إن هذا الموقف لا يعبر إلا عن إهانة للشعب العراقي وحكومته العميلة، لأن إيران لا ترى في الأحزاب العراقية سوى أدوات لتنفيذ مصالحها دون أدنى معايير الاحترام والتقدير. كثيرة هي المواقف والأحداث التي تعبر عن حقد وكراهية الإيرانيين للعراقيين شعباً وحكومة، منذ مئات السنين، فالأمر ليس بجديد، ويمكن أن يتكرر في أي لحظة أو مناسبة. إن هذه المواقف والتصرفات إهانة لكل العراق شعباً "وحكومة" من دولة لا تحترم أحداً، وهي دليل قاطع على نظرة الإيرانيين للعراقيين وللعراق عامة. ولا ننسى مشاركة الأحزاب والميليشيات ( المصنعة إيرانياً ) في إهانة العراقيين، من خلال الاعتقال والقتل والتهجير وسرقة مقدرات العراق، وتكريم الإيرانيين المجوس الذين قتلوا ودمروا العراق من خلال منح الجنسية لبعضهم، وتخصيص أراضٍ سكنية ومبالغ مالية، في حين أن الشعب العراقي يعاني الفقر والحرمان، ويعيش مبعداً قسرياً داخل العراق وخارجه. لن تتوقف إيران وعملاؤها عن إهانة العراقيين والعرب إلا حين نخوض القادسية الثالثة، التي لن يشرب ( آيتهم ) السم الزعاف فقط، بل سنجعله يشرب السم ويعلق حبل مشنقته بنفسه ليقدم على الانتحار!