كثيرة هي الاحداث التي تشهدها ساحة الوطن العربي الكبير من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي. وان احداً لايقلل من اهميتها سواء المتعلق منها بالحدث العظيم الذي عاشته الخرطوم وكل مدن السودان واقاليمه يوم السابع عشر من اب والذي يؤرخ لدخول السودان عهد التغيير الوطني الديموقراطي واقامة الدولة المدنية وانتصار ثورة شعبية لم يحصل ان شهد الوطن العربي مثيلاً ،او ذلك المتعلق بالانتفاضة الشعبية في الجزائر والتي ماتزال تتفاعل معطياتها املاً بوصولها الى مآلاتها في انتاج نظام جديد.،ومن هذين الحدثين الشديدي الاهمية في مسار النضال الجماهيري العربي ،الى الصخب الاعلامي والسياسي حول امن الممرات المائية الدولية والذي بات بالاهتمام الاعلامي المصوب عليه يقلل من الاهتمام بتطورات الاحداث في سوريا واليمن وليبيا .هذه الاحداث التي تشهدها ساحات عربية جديرة بالمتابعة لانها ترسم في ضوء ماترسو عليه من نتائج ،مخرجات الحلول للازمات البنيوية التي تعصف باكثر من ساحة عربية. وان تهتم وسائل الاعلام بهذه التطورات فهذا امر ليس ملفتاً للنظر وليس مستغرباً،لان الصراع في العديد من الساحات باتت تتداخل وتتصادم فيه قوى دولية واقليمية حماية لنفوذ قديم او لتأسيس نفوذ جديد. لكن ماهو مستغرب وملفت للنظر هو عدم تسليط وسائل الاعلام لعدساتها لامر هو على قدر كبير من الاهمية وايضاً على قدر كبير من الخطورة. هذا الامر الخطير لاتدور حوادثه خارج كوكب الارض ،بل تدور في بلدبقي لفترة محط الاهتمام السياسي والاعلامي. انه العراق .ان مايجري في العراق اليوم في ظل تعتيم اعلامي لايوازيه خطورة سوى ماتعرضت له فلسطين وما زالت. هذا البلد العربي الذي تعرض لعدوان ثلاثيني اعقبه حصار ظالم غير مسبوق ومن ثم غزو واحتلال واسقاط نظامه الوطني وتدمير بنيته الوطنية والمجتمعية ،ترتكب اليوم فيه جرائم ضد الانسانية تضاف الى جرائم الحرب التي ارتكبت بحقه منذ وقع تحت الاحتلال المزدوج الاميركي- الايراني. ان الجرائم التي تنفذها المليشيات المرتبطة بمركز التحكم والتوجيه الايراني والتي تعمل تحت مسميات طائفية ومذهبية، تمعن تدميراً بالمدن وتهجير اهلها وارتكاب مجازر جماعية في مناطق الاختلاط السكاني وخاصة في ديالا وجرف الصخر ونواحي الحلة. واذا كان التنسيق الاميركي الايراني قد تجلى باوضح صوره يوم تعرضت مدن غرب العراق للتدمير والموصل وصلاح الدين والعديد من مناطق بغداد بحجة مواجهة قوى التكفير الديني ،فإن القمع الذي تعرضت له الجماهير التي انتفضت في البصرة وذي قار والناصرية وبعض حواضر الفرات الاوسط ، كلها تدلل على ان القتل والسحل والتنكيل والتهجير والابعاد هي مصير كل من يكشف حقيقة الدور الخطير الذي تنفذه ايران في العراق على مرأى من الراعي الاميركي. ان التقارير التي تسرب من العراق تشير الى ارتكاب مجازر رهيبة بحق شعبه وان مدناً وقرى بكاملها تروع وتهجر لاحداث تغيير في التركيب الديموغرافي للشعب وعبر توطين فرس وافغان وباكستانيين عملوا كتنظيمات مليشياوية تحت امرة قاسم سليماني في سوريا كما في العراق انفاذاً لمخطط مشبوه يهدف الى تغليب العنصر الفارسي على العنصر العربي وصولاً الى اسقاط هوية العراق العربية. ان الذي يتعرض له العراق هو عملية تفريس موصوفة وخطورة ذلك على امنه الوطني والامن القومي العربي هي بمثل تهويد وصهينة معالم الحياة في فلسطين المحتلة. من هنا فإن التعتيم الاعلامي على المجازر التي ترتكب بحق ابناء العراق واكتشاف المقابر الجماعية كما كل اشكال التنكيل باهله وكل من يرفع الصوت معترضاً على التغول الايراني انما هو المؤامرة بحد ذاتها. وعليه فإن كشف وتسليط الضوء على ممارسات القوى المليشياوية التي تديرها ايران هي مسؤولية قومية ومسؤولية كل القوى المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان. فلتتوجه الانظار الى داخل العراق ولتوضع الحقائق بتصرف الهيئات ذات الصلة بحقوق الانسان وليعرف الجميع ان شعب العراق يتعرض لافظع عملية تدمير لبنيته الوطنية والاجتماعية وانتهاك احرماته الانسانية من النظام الايراني وزبانيته الذي يفتقرون لحس الانتماء الوطني كما افتقارهم للحس الانساني وهم بما يقومون به اثبتوا انهم لايتقنون سوى تنفيذ التوجيهات والاملاءت الايرانية المجبولة بالحقد الشعوبي الدفين ضد العروبة وهم الذين ينفثون سمومهم حيثما وصلت امداءاتهم. عروبة العراق في خطر ياعرب.....