لم يكن الثامن من آب / أغسطس 1988 يوماَ عادياَ في تأريخ الشعب العراقي بل كان يوم الايام، فحرب الثمان سنوات الايرانية ضد العراق لم تكن لتندلع لولا سياسة نظام الملالي بقيادة زعيمهم ( خميني ) ومنذ اليوم الاول لاستلامهم السلطة رغم ان العراق كان قد اكد لهم ، وبصدق ،على الرغبة في علاقات حسن جوار واخوة وسلام، وقد اعترف اول رئيس لجمهورية الملالي ( ابو الحسن بني صدر ) في مذكراته بقوله " ان العراق كان حسن النية تجاه ايران" واضاف :الاّ ان خميني وفور خروج المبعوث العراقي للتهنئة قال " ان صدام حسين لن يستمر في مكانه اكثر من 6 اشهر"؟! وقد اطلق شعاره "تحرير القدس يمر عبر كربلاء" اي باحتلال العراق، وهم اليوم يحتلون العراق وموجودون في كربلاء فلماذا لم يتحركوا لتحرير القدس التي تخضع لعمليات تهويد وقحة وواسعة والتي يتعرّض أهلها المقدسيون للقتل والاعتقال والمنع من الصلاة ، فضلاً عن التحدي باتخاذها عاصمة للكيان المغتصب واقدام عدد من الدول نقل سفاراتها الى القددس ومنهم مؤخراً الولايات المتحدة؟! وخميني الذي جاء الى السلطة بعمامة الإسلام لم يخف حقده المتجذّر وجبروت الفرس وكرههم وتجنيهم على الاسلام الحنيف وشخص الرسول العربي اذ يقول خميني " لايوجد افضل من الشعب الايراني حتى شعب رسول الله في صدر الاسلام " ونظام الملالي يعتبر كل البلدان العربية وبالأخص دول الخليج العربي تابعة لهم، فلم يكتفوا بابتلاع الجزر العربية الاماراتية الثلاث بل تمتدوا، بعد ان سلمهم الامريكان العراق، ليضموا 4 عواصم عربية والاعلان انهم لم يتوقفوا حتى تحقيق حلم اعادة امبراطورية فارس الكبرى !؟ وهذا الطوفان الايراني الذي يجتاح عالمنا العربي اليوم لكان قد جرى منذ ما يقرب من 4 عقود ،لولا وقفة رجال العراق البطولية وغزارة الدم الطاهر والتضحيات الجسام التي اجبرت خميني تجرع سم الهزيمة في 8/8/1988 هذا اليوم المشرف لما يحمله من معان ودلالات ودروس ،فضلاً عن كونه نيشان فخار واعتزاز تزدان به الصدور ، سجل اول نصر عربي في العصر الحديث على الفرس منذ القادسية الأولى عام 635م وقبلها ذي قار عام 609م التي قال عنها النبي محمد (ص) "انها اول يوم انتصف فيه العرب على الفرس" وهم لن ينسوا لنا ذلك رغم تخليصهم من الوثنية بنور الإسلام ،و بهذا الصدد يقول د.صادق زيبا " نحن الفرس لم ننس هزيمتنا امام العرب في القادسية، ففي اعماقنا حقد تجاه العرب وكأنه نار تحت الرماد يتحول الى لهيب كلما سنحت الفرصة " كما انه انتصار لارادة الحق على ارادة الشر والباطل واثبات على قدرة واستبسال المقاتل العراقي واجبارهم على القبول بقرار مجلس الامن 598 لوقف القتال! ولم ولن ينسوا فشاركوا بالعدوان الثلاثيني عام 1991 ودخل حرسهم مع ميليشيا بدر ليستبيحوا محافظات الجنوب والوسط ، كما استمروا في التنسيق مع الاميركان والصهاينة للتآمر واستهداف العراق كقوة وعنوان لنهضة عربية ، فكان الملالي ابرز المشاركين للاميركان ومن معهم في تدمير واحتلال العراق عام 2003 وما حصل له خلال 16 عاماً يفضح ويعرّي حقيقة ايران الملالي وسياستهم التوسعية المعادية للعرب والخطيرة على الإسلام الحنيف والامن والسلام في المنطقة والعالم ! وظهر زيف شعاراتهم عن تحرير فلسطين واستعادة القدس وألقاء اليهود في البحر كدعاية اعلامية وخداع وتضليل الداخل الايراني والشارعين العربي والاسلامي ! فحرب الثمان سنوات هي تحصيل حاصل لنهج وعدائية النظام الإيراني، ولولا وقفة العراق القوي وبسالة جيشه المقدام لغرقت المنطقة اجمعها بالطوفان الفارسي ، كما ثبّت ان نهج ملالي ايران لايمت باية صلة للاسلام الحنيف رغم العمامة وتسمية جمهوريتهم بالاسلامية! والادعاء الزائف بنصرة الطائفة فان الحقيقة انهم استخدموا العمامة والطائفة لخدمة مشروعهم السياسي وتحقيق اطماعهم ليس الاّ ،والدليل ما فعلوه للعراق من بث ثقافة الجهل والامية واشاعة البدع والاباطيل واغراق السوق العراقية بالمخدرات والادوية والبضائع الفاسدة والتسبب بموت البساتين وجفاف التربة وتشققها ونفوق المواشي بعد تحويل مجرى الكارون و42 نهراً فرعياً باتجاه أراضيهم بدلاً من الانتهاء بشط العرب! واشعال الفتن الطائفية وخدمة الاجندة المعادية لتمزيق العراق والدول العربية وفقاَ لخارطة الشرق الأوسط الجديد ،وها هو العالم باجمعه اليوم يتفق مع رأي العراق الذي قاله منذ عام 1979 حول حقيقة نظام طهران وخطورته على استقرار امن وسلام المنطقة والعالم ،فنظام الملالي الفارسي وسلطة بغداد التابعة لابد من الحساب على ايدي الشعوب الرافضة والمنتفضة،فهزيمتهما قادمة بعون الله، الرحمة وجنات الخلد لشهداء 8/8 الابرار. .