منذ إعلان تأسيس وقيام دولة المسخ ( اسرائيل ) ..هذا التأسيس المجبول بدماء الشهداء الزكية المذبوحين بالمئات في مجازر بلدة الشيخ ودير ياسين ويافا مروراً بسلسلة مذابح بشعة أخرى في قرى أبو شوشة والطنطورة وقبية وقلقيلية وكفر قاسم وخان يونس وصبرا وشاتيلا وقانا ومذبحة المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي ومخيم جنين وتباعاً ما أرتكب من جرائم حرب وأبادة جماعية وبحق الإنسانية في العدوانات المتتالية على غزة هاشم والتي أسفرت جميعاً عن وقوع مئات الاّلاف من الضحايا الأبرياء , وكذلك تشريد الملايين خارج وطنهم الأم فلسطين في مخيمات اللجوء المنتشرة في أصقاع المعمورة ..كل ذلك ولا زال جنود الإحتلال المتولدين أصلاً من رحم النازية والفاشية يمارسون ويرتكبون أبشع صور الإرهاب والجريمة المنظمة بحق الشعب العربي الفلسطيني , وبدعم كامل من قبل دول الإستعمار الغربي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية رأس الأفعى ووكر الإرهاب العالمي والتي ما فتئت تقدم كل وسائل وأدوات الجريمة والدعم اللامحدود للكيان العنصري المسخ الذي إغتصب الأرض العربية الفلسطينية بقوة السلاح والعنجهية وإرهاب الدولة المنظم والممنهج ( إسرائيل ) . وتحت وطأة وتأثير اللوبيات الصهيونية على دول الأستعمار الكبرى وهيمنتهم الكلية على مصادر القرار فيها .. وبالتالي الإستحواذ على القرار الدولي , إضافة لتلاقي المصالح المتبادلة بين قوى الإستعمار تلك والحركة الصهيونية العنصرية في أستهداف الوطن العربي وثرواته ..لازالت أيادي جنود الإحتلال وضباط جيشه ممن إقترفوا جرائم الحرب والإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي طليقة وتفلت من العقاب الدولي وفق القانون , ولم يتم حتى هذه اللحظات تقديم أي منهم للجنائية الدولية عن جرائم إرتكبوها بحق الإنسانية ويندى معها جبين البشرية , مما أطلق العنان للعصابات الصهيونية ومصاصي الدماء لإرتكاب المزيد من الأعمال الوحشية حتى وصل بهم الأمر حد حرق الأطفال وهم أحياء وحرق العائلات وهم نيام , إضافة لأعمال القتل اليومي على حواجز الموت الموصدة لمداخل كل مدينة وقرية ومخيم في الأراضي العربية المحتلة , وكذلك الأمعان في ممارسة سياسة التطهير والتهجير والترانسفير وهدم القرى والبيوت والحبس في الزنازين المظلمة ضاربين بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية ومحددات السلام الشامل والعادل وحقوق الإنسان المرعية وفق القانون الدولي المعمول به. وعلى وقع السياسة الأمريكية الأخيرة وتحديداً في عهد المأفون المجنون ترامب الداعمة كلياً للإحتلال وسياساته الإستيطانية والتهويدية ..وفي ضوء ما تشهده الساحة العربية من ترهل وضعف وفتن وتراجع مريب .. صعَد الإحتلال الصهيوني وبوتيرة متسارعة من البناء الإستيطاني وأعمال التهويد في مدن الضفة والقدس والتي أفضت مؤخراً الى قيام الإحتلال بإرتكاب مجزرة المباني في واد الحمص بالقدس المحتلة, حيث هدمت جرافات الإحتلال العملاقة بأنيابها المتوحشة مئات الشقق السكنية وبات معها أكثر من ثمان مائة مواطن يبيتون في العراء وتحت أشعة الشمس اللاهبة بلا مأوى على مرأى ومسمع العالم الذي لا يحرك ساكناً أمام هول جرائم الإحتلال ,لتضاف هذه الجريمة الى رفوف وملفات جرائم سابقة في هذا الصعيد وخصوصاً في النقب المحتل حيث هدمت قرى بالكامل تنفيذاً لخطة برافر العنصرية التي تستهدف الوجود العربي في صحراء النقب لصالح عمليات التهويد والتي من شأنها تطهير جل الأراضي العربية المحتلة من ساكنيها الأصليين وذلك إنسجاماً مع مؤامرة صفقة القرن الأمريكية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية والفلسطينيون تماماً. وأخيراً أماطت الولايات المتحدة اللثام عن وجهها القبيح وبات جلياً للعيان إستغلالها وربيبتها ( اسرائيل ) البشع لمشرع التسوية السلمية للصراع العربي الصهيوني, وكل الاتفاقات الموقعة بهذا الشأن ومنها إتفاق أسلو كغطاء لتمرير مشاريع التهويد والاستيطان المراد من خلالها تهويد الضفة الغربية وفرض سياسة الأمر الواقع بحيث يصعب معها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وتبديد الحلم الفلسطيني بحق تقرير المصير والعودة . إن ما يجري اليوم في الضفة الغربية وحصار غزة يضع القضية الفلسطينية في أخطر وأدق مراحلها وإنعكاسات ذلك المباشرة على الأمة العربية من محيطها لخليجها مما يتطلب من الكل المناضل في ربوع وطننا وأمتنا العمل الحثيث على إستنهاض طاقات الأمة الكامنة والمغيبة وتسخيرها في مواجهة الأعداء وفق إستراتيجية عربية فلسطينية كفيلة بلجم الإحتلال وكنسه ودرء المخاطر المحدقة بواقع أمتنا ومستقبل أبنائنا وأجيالنا القادمة .