بسم الله الرحمن الرحيم ( قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ المهاد ) ويلٌ لي.. إنكم تدركون أن هذا القرار بالنسبة لي إنما هو بمثابة تجرع كأس السم كم أشعر بالخجل لموافقتي على اتفاقية وقف إطلاق النار مع العراق ، هكذا عبّر الخميني في خطاب إذاعي عن هزيمة إيران المذلة عام 1988، بعد قبولها بقرار مجلس الأمن ( رقم 598 ) الداعي لوقف الحرب مع العراق . صحيح لا أحد يستطيع أن يضبط عقارب الساعة ويعطي موعداً محدداً لسقوط هذا النظام الإرهابي وكل المعطيات على الارض وأسباب سقوطه قد اكتملت وبقيت فقط اللحظة التاريخية التي سيشهد فيها العالم إعلان نهاية نظام ولاية السفيه . النهاية السوداء التي لم يعد لنظام الملالي القدرة على تغييرها وكل الامور والمؤشرات تدل على إن نظام الملالي قد فقد معظم خياراته التي كان يتمتع بها وصار وجها لوجه مع مصيره الذي لا يمكنه الهروب منه أبدا فقد آن الأوان ليُخذل أعداء الله وتُذل رقابهم وتُشتت جموعهم وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ، { وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ } . إن التصريحات المتتالية لقادة النظام والتي يعربون خلالها عن خوفهم الصريح من المستقبل و من مفاجئات غير سارة لهم ، تدل بأنهم صاروا يعلمون بأن نهايتهم قد صارت قريبة ولم يعد بوسعهم الاستمرار طويلا . وعلى الرغم من إعلان واشنطن أنها لا تريد إسقاط النظام بل تغيير سلوكه ، قال رودي جولياني المستشار القانوني لترامب ( سنكون واقعيين إذ قلنا إن نهاية نظام الملالي قريبة ) ، مشيراً إلى أن سقوط نظام طهران سيكون خلال عام وكل شيء ممكناً اذ لا ثوابت في السياسة ولا صداقات او عداوات دائمة وانما هناك مصالح دائمة، ومصالح الولايات المتحدة اليوم على ما يبدو، تكمن في كبح جماح الملالي وقصقصة اجنحتهم وربما تغييرهم، اذا ما اصبح وجودهم يشكل خطراً على المصالح الامريكية وربيبتها إسرائيل وعلى اصدقائها وحلفائها، كما ان الحاجة للفرس كـ ( شرطي امريكي في المنطقة ) قد انتفت بعد ان انتشرت مراكز الشرطة الامريكية في عموم الشرق الاوسط ولديها قواعد عسكرية عدة في دول الجوار مثل قطر وغيرها، كما أنّ لديها أسطولا بحريا وحاملات طائرات ضخمة ولن تحتاج إيران . المتابع لأسلوب عمل الولايات المتحدة العسكري فإن الحرب البرية أو المواجهة المباشرة هي آخر الخيارات، حيث تلجأ القوات الأمريكية عادة إلى استنزاف الخصم أولا وإنهاكه بالعقوبات الاقتصادية كما كان قبل احتلال العراق ، ثم تتبعه بقصف جوي من أجل تدمير المرافق الحياتية الأساسية و المنشآت المهمة، والبنى التحتية، وتعطيل المحطات النووية، وقطع الاتصالات والكهرباء وتدمير الموانئ والمطارات ، من دون الحاجة لدخول جندي أميركي واحد عبر الحدود. لو وصل الحال إلى هذه الدرجة، فستجد إيران أنها في حاجة 50 سنة من الزمن لتتمكن من إعادة بناء ما دمره هذا القصف الكثيف . خامنئي، يقف اليوم على منبر الحقيقة المرة القاتلة، كما وقف عليه يوماً سلفه الخميني، عندما اضطر مكرهاً إلى وقف الحرب مع العراق , سيمضي خامنئي في السياق نفسه وهو يرى الحصار الأميركي، بل العالمي يطبق على ما هو أبعد من النظام وصولاً إلى الثورة نفسها وستمتد يد خامنئي إلى كأس السم ..