تحكي الأسطورة العربية أن تموز هو شهر الخصب والفوران، وفي الأساطير القديمة فإن تموز هو الابن المخلص وأحد حارسي بوابة السماء، والمسؤول عن دورة الفصول، من ألقابه الراعي، ويمثل عنصر الذكورة في الطبيعة. يعتبر موت وقيامة الإله تموز أحد الطقوس التراجيدية المهمة في حضارة وادي الرافدين، عاد تموز إلى الحياة من جديد، فقد تحدثت أسطورة الخلق البابلية عن قيام عشتار بتحرير تموز من أسره بعد مضي أيام من البكاء والعويل والحزن، حيث خرج في النهاية منتصراً على قوى الشر والظلام. إن الفترة التي غاب فيها تموز جعل الكهنة والناس يعبرون عن حزنهم ومأساتهم، ويصرخون بوجوب إعادة تموز إلى الحياة، والعثور على الماء السحري المقدس. إن تموز شهر تغيير، شهر الثورات والانقلابات، تهز فيه الشعوب عرش الحكومات، فتموز في الأدبيات السياسية، هو شهر الثورات الكبرى التي غيرت وجه العالم، فكان أبرزها الثورة الفرنسية على مستوى العالم، والثورة المصرية على مستوى العالم العربي، إلى جانب العديد من الأحداث المهمة التي هزت العالم وأثرت فيه، ولا تزال تداعياتها مستمرة، بالإضافة للعراق حدثت فيه معظم الانقلابات والثورات، وغيرت مجرى الحياة السياسية على مستوى البلاد. نعم .. إن أبطال العراق، الذين فجروا الثورة، وجدوا الماء السحري المقدس الذي أعاد تموز حياً نابضاً بالخير والثورة والنهوض للأمام .. ففي 17 كان تموز شديد الحرارة وشديد الغليان على واقع قاتم مرير، حدثت حركة غيرت وجه العراق والمنطقة والعالم، تم فيه الإطاحة بنظامٍ بلغ الاهتراء فيه أشده، نظام ضعيف مخترق.. فرغم غليان تموز وشدة حرارته، لم تٌسفك فيه قطرة دم واحدة، فقد كانت ثورة بيضاء ناصعة مشرقة كإشراقة خيوط الشمس في سماء ملبدة بالغيوم. فتحية للأبطال الذين صنعوا ثورة تموز في السابع عشر، وصححوها في الثلاثين، فأعادوا للعراق بوصلته القومية العروبية، ورفعوا مكانة الأمة عالياً بين أمم الأرض. تحية للقائد الشهيد المعلم الرفيق صدام حسين ورفاقه شهداء البعث العظيم، الذين ما رضخوا لمحتل ولا غاصب.