عنوان مقالي هذا لم يأتي عن فراغ ، وإنما من معاناة مؤلمة لتجارب ميدانية مرئية وملموسة لما حدث ويحدث لمجتمعنا من ( تقلبات ) و ( انقلابات ) و ( تلوينات ) ظهرت ضمن ( أطيافه وألوانه وأقلياته وقومياته ) وبمختلف عشائرها وأفخاذها وصولا إلى العائلة الواحدة التي اختلفت فيما بينها في الولاء والانتماء بين ( الوطني ) و غير ( الوطني ) ، وبما تخدم مصالحهم ( النفعية ، الشخصية ، الوجائيهة ) سواء كانت مع المحتل الغازي ، أو مع أحزابه وأزلامه الذين تربعوا السلطة الطائفية القمعية أو مع أدواتهما الخبيثة من ( شيوخ ) العشائر والأفخاذ الذين ظهروا كعناوين رخيصة وخسيسة بعد احتلال العراق ، أو مع من تمخض عن هؤلاء من ( أرذال ) القوم طيلة أكثر من ( 16 ) سنة بصورة عامة .. والسنوات التي تلت الفلم ( العالمي ) ل ( داعش ) الذي كتب سيناريوه ( الصهيونية العالمية ) وتم أخراجه إخراجا ( أمريكيا ، إيرانيا ) ، والذي تغابى عنه ( مع الأسف ) شعبنا منذ ان بدات مراحله الأولى بدخوله المدن با ( الهورنات ) و ( والرامشات ) ، وانسحابه من المدن وفق الخطة المرسوم له لينتهي هذا الفلم بتسليم المحافظات الشمالية والغربية للميليشيات الصفوية والفارسية !!! . قبل كل شيء .. ارجوا من المطلع على هذا المقال أن لا تزعجه أو تغيظه هذه الكلمات التي سيطلع عليها بل على العكس أن تفرحه لما لها من تجارب ودروس كثيرة تجعل من المواطن الأصيل في الولاء والانتماء ألاستفادة منها لما لها من حقائق بعيدة كل البعد عن ( المجاملات ) لواقع الحال الذي نعيش فيه بعد احتلال وطننا ، وان لا يعتبر ما كتبته في مقالي هذا حالة ( يأس ) بقدر أن يعتبرها حالة ( صحية ) و ( نقد بناء ) التجأ إليه لأعالج الجرح النازف بالدواء الذي امتلكه سواء كان هذا الدواء بكتابة المقالات ، أو الرسائل ، أو من خلال الرد ، أو التعليق . حين يشاهد المرء ويلتمس ميدانيا الكثير منا يسيرون بعكس اتجاه تيار حماة عزة النفس وكرامة الوطن والشرف وأصالة النسب !!! جعلني أن أتوقف قليلا لالتجأ إلى حكم التاريخ الإسلامي والسياسي لمن حَكَمَ شعبنا منذ أن ولت دول الخلافات الإسلامية ولاتها عليه ، ولغاية قبوله بهذا الواقع المخزي لاطلع على ما كانت عليه سيرتنا مع مَنْ ولانا ! وإذا بنا ملئنا صدر الإمام علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) قيحاً ! .. الى تنكيلنا وغدرنا بسيد الشهداء اهل الجنة ( الحسين بن عبد الله ) .. والى خلافة الدولة الأموية التي احتارت بمن ترسله من والي ليولي العراق والتي وقع اختيارها على ( الحجاج بن يوسف الثقفي ) المعروف بخطيبتيه الشهيرتان واللتان أراحت وتريح اليوم عند استذكارها الضمائر الحية في هذا الزمان .. نزولا إلى العهد الملكي ثم الجمهوري ، والى الحكم الوطني لشهيد الأضحى والأمة ( صدام حسين ) رحمه الله الذي يذكرني بخروج الملايين الهاتفة ( ما أنريد الخبز والماي .. بس سالم أبو عداي !!! ) ، والطلب الذي طلبه شيوخ ووجهاء مدينة " الثورة " آنذاك أمام للرئيس العراقي ( صدام حسين ) أثناء زيارته للمدينة وهم يهتفون بتغير اسم مدينة ( الثورة ) إلى مدينة ( صدام ) ( باسم صدام سمينا مدينتنا !!! ) وو .. الخ من ومن ومن !!!!! . ولكن .. من بعد احتلال العراق بالاحتلال الأمريكي ألصفوي عام ( 2003 ) ظهر فيه ما ظهر من نتن الانحطاط الاجتماعي وألا خلاقي والديني بعد تسليمه لإيران ليحكم بحكم الجهلة الفساد الطائفي الميليشيا وي ألصفوي الذي اظهر مفاسد الخلق والأخلاق وكثرة البدع والو لاءات وتعدد ( الهويات ) الطائفية والأقلية والدينية والعرقية التي تقترن هوية العراق بهويات ( أزلام ) أرذل القوم لكونهم تربعوا مناصب أحزاب وكتل ورجال دين سياسيين ومناصب حكومية ومحلية . إنها الحقبة المظلمة والظالمة لما ساد بها من تقلب المتقلبين وتلون المتلونين الانتهازيين ( اللوكَية ) في الكثير من مواقفهم كل وحسب مصالحهم .. والذين يذكرني بمقولة للملك فيصل الأول ( رحمه الله ) أثناء استقباله لحفنه من الشيوخ الذين شيخهم الاحتلال البريطاني آنذاك ليهنئوه بتتويجه ملكا على العراق عندما قال لهم : (( لا يوجد في العراق شعب عراقي، بل توجد كتل بشرية خالية من أي فكرة وطنية متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية لا تجمع بينهم جامعة، فالبلاد العراقية هي جملة بلدان ينقصها أهم عنصر من عناصر الحياة الاجتماعية، ذلك هو الوحدة الفكرية والمالية والدينية )) . هذه المقدمة هي جوهر موضع مقالنا هذا ، الذي جرنا إلى ما نشاهده اليوم من تغير ( هوية ) العراق بهويات طائفية وأقلية وبأسماء لأرذال القوم من قبل هؤلاء ( اللوكَية ) ، وبما اخجل أحراره وحرائره أمام القائد العربي ( عمر بن الخطاب ) رضي الله عنه الذي قال في العراق انه ( جمجمة العرب ، وكنز الإيمان ، ومادة الأمصار ورمح الله في الأرض ) ، ومع التاريخ الذي كرم العراق بهوية بلد ( النهرين ) وارض ( الرافدين ) وو .. الخ . ذكر لي احد الأخوة الاعلامين القادم من العراق إلى الدولة التي اغترب بها .. انه ومن بعد مجيئه من كردستان إلى نينوى ومنها إلى بغداد شاهد في طريقه الكثير من ( البوسترات ) التي نفذت من قبل الكثير من ( اللوكَيه ) أصحاب المصالح النفعية ، والتي فيها صور لمن هم في سلطات العراق الاتحادية والمحلية وهذا ليس حبا بهم ، وإنما حبا بالمال والجاه الخسيس الذي سيكافئهم به المسئول وغيره من المسئولين الفساد .. فعلى سبيل المثال عند اقترابه من إحدى القرى شمال صلاح الدين شاهد بولستر مقدمة من احد المنافقين ( اللوكَية ) من ما يسمون أنفسهم بشيوخ ( العظامة ) فيها صورة لأحد وكلاء وزارة من وزارات حكومات الاحتلال الطائفية مكتوب عليها ( حبي للأبد لفلان ) وبعد دخوله إلى صلاح الدين اصطدم ببولستر مكتوب فيها ( رمز هويتنا أبو فلان !!! ) وأخرى مقدمة من احد ( اللوكَيه ) مكتوب فيها ( هديتي للزعيم أبو فلان ) إلى أن وصل إلى قضاء ( بلد ) إ وشاهد العجب لصور بعض المعممين مكتوب عليها ( هويتنا لورثة الأنبياء ) ، وأخرى مكتوب عليها ( هويتنا سماحة آية الله فلان ) وو .. الخ من التسميات التي أضحكت الطفل الرضيع .. إلى أن وصل إلى بغداد ليرى شوارعها قد ملئت بالهويات لصور قادة فرس مجوس في ساحاتها وعلى واجهات بناياتها ووزاراتها ودوائرها الحكومية والحزبية ومقرات تجمعات ميلشياتها !!!!!!. اختم مقالي بالحديث النبوي في وصفه للمنافقين المتلونين : ( آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا ائتمن خان، وإذا وعد أخلف ( .