على وقع تصريحات السفير الأمريكي لدى دولة الإحتلال الصهيوني المستوطن الإرهابي ديفيد فريدمان الأخيرة في صحيفة نيويورك تايمز عن ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية لصالح الدولة العبرية مستكملاً ما بدأه سيده المأفون دونالد ترمب باعلان القدس عاصمة للاحتلال والجولان جزء من أراضيه , وهكذا ينفضح الموقف الأمريكي ويتجلى بشكل واضح لا لبس فيه إنحيازه التام والكامل للإحتلال والإستيطان والتهويد والعنصرية ,بل والمشارك فعليا بجرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب العربي الفلسطيني ,وكذلك جرائم التطهير العرقي ومصادرة الأراضي والاملاك وممارسة التهجير القسري للسكان ,كل ذلك يتم بفعل الدعم الأمريكي اللامحدود بالسلاح والعتاد الفتاك للجيش الصهيوني الفاشي وأمدادهم بكل مستلزمات الجريمة والإرهاب . وإنطلاقاً من فهمنا العميق وخبرتنا الطويلة بعقيدة السياسة الأمريكية وخفاياها نستطيع القول والجزم أن ما صرح به السفير الامريكي المستوطن فريدمان لم يأتي بجديد سياسي في الموقف الأمريكي المرتكز أصلاً على قواعد الشراكة الإستعمارية والمصالح المتبادلة بين قوى الإمبريالية والصهيونية العالمية والرجعية العربية وكل القوى الظلامية المحيطة بأمتنا والتي تستهدف الوطن العربي من محيطه الى خليجه وفي القلب منه فلسطين العربية ,وكذلك ثرواته وخيراته والحؤول دون نهوض الأمة وتقدمها وإمكانية تبوءها مركز الصدارة بين الأمم بما لديها من مؤهلات تاريخية وحضارية ورسالية ..كيف لا وهي موطأ الحضارات الإنسانية الأولى وموطن الرسالات السماوية السمحة. في ظل إنفضاح الموقف الامريكي المنحاز أبداً للجريمة والإرهاب والإحتلال وتعريه بالكامل أمام كل ذي عقل.. يمكننا القول بملئ الفيه أن أمريكا هي رأس الأفعى وما دولة الإحتلال الصهيوني سوى الذنب منها , بل هي القاعدة العسكرية الإستعمارية المتقدمة للقوى الإمبريالية في قلب الأمة العربية .. وعليه وأزاء ما بات واضحاً في لج سياسة مصاصي دماء البشرية في كل من واشنطن وتل أبيب ,فقد بات لزاماً على كل الشرفاء والمناضلين في فلسطين وكل أنحاء الوطن العربي ..العمل سريعاً على وضع إستراتيجية وطنية قومية نضالية تلائم حجم الإستهداف وتحديات المرحلة , وتقفز تماماً عن القطرية الضيقة التي رسمها الإستعمار في خارطة سايكس بيكو وسان ريمو ومؤتمر كامبل , وكذلك الطائفية المقيتة التي أوقدتها قوى الإستعمار الغربي ومعها الصهيونية المجرمة ضمن مشروع الفوضى الخلاقة المراد من خلاله تفتيت أمتنا وتبديد طاقاتها وإمكاناتها , إضافة للتعصب العشائري والمناطقي الأعمى وكل ما يحول دون وحدة الأمة ونهوضها في وجه كل معتدي وكل من يستهدف وجودها وخيراتها وإمكاناتها وتاريخها ورسالتها الخالدة. وأمام إنسداد اّفاق السلام المزعوم لقضية شعبنا العادلة وإفتضاح زيف الراعي الأمريكي لعملية التسوية تلك, وخداعه طيلة الوقت القيادة الفلسطينية بالسلام الموهوم الذي أسفر وإنتهى بالمزيد من عربدة الإحتلال وسياساته الإستيطانية والتهويدية ... فلا ضير هنا من العودة لنقطة البدايات حيث صفاء المبادئ وصدق الرجال وقسم الأبطال وعهد الشهداء ..نعم العودة للميثاق الوطني الفلسطيني المعمد بدماء مئات اّلاف الشهداء بكامل بنوده التي رسمت لنا خارطة الطريق الصحيحة ..الكفاح الشعبي بكل أشكاله وألوانه طويل المدى نحو إنجاز مشروع الإستقلال والعودة , والتحرير الكامل والشامل والعميق لكل فلسطين من نهرها لبحرها والقدس بشرقها وغربها العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية المستقلة.