في خطبة الجمعة 07-06-2019 تناول المعمم المتخلف ( صدر الدين القبنجي ) بحديث ممجوج حول الشأن العراقي حيث ركّز فيه على ما سمّاها بمحاولة الانقلاب العسكري المزمع تنفيذه في العراق وفق ما روّجت له وسائل الإعلام ليؤكّد على أنّ أي محاولة من هذا القبيل ستفشل ولا ريب. وفي كلامه عن محاولة الانقلاب المزعوم، ومن باب استعراض القوّة وإظهار التّماسك ومقدرة المنظومة الطائفيّة الجاسوسيّة الجاثمة على صدور العراقيّين منذ الغزو والاحتلال إلى اليوم، وسعيا منه لاجتذاب أكبر نسبة من المتعاطفين مع حديثه وشعاراته، لم يفوّت الفرصة للتّعرّض للبعث والبعثيّين كعادة عملاء الاحتلال عسكريّين ومدنيّين و معممين. فلقد استند المعمّم الطاّئفيّ صدر الدّين القبانجي على رواية الانقلاب، وربط بالبعث مباشرة فقال : ( أيّ محاولة ستفشل في غضون خمس ساعات والحشد الشعبيّ جاهز لتصفية البعثّيين ) . وأضاف : ( كلّ تحرّكات البعثيّين مرصودة وقد وصلوا إلى طريق مسدود ) . وزاد على ذلك : ( أيّ تفكير بانقلاب عسكريّ هو حماقة وهزيمة وجهل ونحن ننتظر اليوم الذي نقضي فيه على تواجد البعثيّين في دوائر الدّولة ) . إنّه وبالتّمعّن مليّا في تصريحات المعمّم الطاّئفيّ صدر الدّين القبانجي، وبتحليل بسيط هادئ لما تضمنّته، سنخلص لحقيقة باتت من المسلّمات ألا وهي أنّ البعث لايزال يشكّل الهاجس الأكبر والخطر الأعظم على مشروع الغزو وجميع مخرجاته، وأن فوبيا البعث لاتزال تسيطر على عملاء الاحتلال وجواسيسه عسكريّين ومدنيّين ومعمّمين ورجال دين وتفعل فعلها فيهم وتلاحقهم وتخلخل أركانهم وتهزّ اعماقهم هزّا مدمّرا، وأنّ البعث يقضّ مضاجع أقطاب العمليّة السّياسيّة المتهالكة في العراق. ولعلّ أهمّ ما يخلص إليه المدقّق في هذه التّصريحات العنصريّة الطّائفيّة هو منسوب التّضارب والتّناقض الكبير من جهة ومدى الرّعب والهلع من البعث اللّذين يستبدّان بهذا المعمّم الطّائفيّ من جهة أخرى. إذ، ولو سلّمنا جدلا بما تقوّله هذا الدّعيّ، فإنّنا سنضطرّ للتّساؤل والتّوقّف كثيرا عند سرّ الوعد والوعيد الذي خصّ به البعث من ناحية، ثمّ تأكيده على رصد كلّ تحرّكات البعثيّين وأخيرا عودته للتّعبير بأسلوب تمنّي حلول يوم القضاء على تواجد البعثيّين في دوائر الدّولة من ناحية أخرى. فما دام للحشد الشّعبيّ بما هو منظّمة إرهابيّة طائفيّة مارقة شكّلت بفتوى صفويّة خالصة خدمة لأجندا إيران، بهذه القوّة والسّطوة والمقدرة لتصفية البعثيّين، فما الدّافع للتّأخّر عن تنفيذ تلك المهمّة بما تعنيه وبما لها من عوائد على مشروع الغزو ومشروع الاحتلال الإيرانيّ للعراق الذي يخدمه إمام النّجف صدر الدّين القبانجي مع غيره من بيّاعي الضّمائر والأوطان؟ ثمّ كيف يمكن لهذا المتقوّل أن يفسّر للمستوضحين بشأن مصير قانون الاجتثاث وما تبعه من حظر البعث وتجريمه والمادة 4 إرهاب ومصادرة أملاك البعثيّين وملاحقتهم وحرمانهم من جميع حقوقهم.؟ ألم يملؤوا الدّنيا صراخا وتبجّحا بأنّ الاجتثاث لن يبقي للبعث أثرا، وبأنّه سيذهب ريحه لا محالة، وبأنّ باقتلاعه من جذوره ستشرّع بوّابات أمل عظيمة للعراقيّين؟ فما الذي جرى حتى يتفطّن هذا المعمّم الطّائفيّ لكون البعثيّين لا يزالون متغلغلين في الدولة بعدٌ، ليتمنّى يوم القضاء عليهم من مفاصلها؟ فإن كان القبانجي قال ما قال في غمرة حماسة وحمية زائدة، فإنّه قد ورّط نفسه وورّط أسياده من حيث لا يدري، فاعترف اعترافا لا لبس فيه بأنّ البعث لا يزال قويّاً مهابا بل ولا يزال اللاّعب الأهمّ والأبرز على السّاحة العراقيّة وحتّى الإقليميّة. وإنّ المعمّم الفارسيّ القبانجي وهو يتحدّث محرّضا على ضرورة التّصدّي بقسوة للموظّفين غير المؤيّدين لنظامه العميل لايران وقمعهم، والذين يصفهم بالبعثيّين إنّما يعبّر عن حالة القلق والإحباط التي يعيشها مسؤولو عصابات إيران وأعضائها من أحزاب النظام العميل الحاكم وميليشيّاته من المصير الأسود الذي ينتظرهم بعد أن تصاعد السٌّخط لدى ملايين العراقيّين ضدّ نظامهم الفاسد الفاشل، والذي تجسّد في عشرات المظاهرات في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب بعد اعتصامات محافظات الوسط والشّمال المليونيّة التي وأدها النّظام بالتّواطئ مع مَطِيَّتِه ( داعش ) ، وكذلك بعد أن تصاعدت مظاهر تمسّك ملايين العراقيّين بحزب البعث وحنينهم للعهد الوطنيّ وأجواء الأمن والعدل والمساواة والنّزاهة والعزّة والخير التي أتاحها حكم البعث لكلّ العراقيّين طيلة 35 عاما. هذا، ولقد تصاعدت حالة القلق والإحباط هذه وتحوّلت إلى حالة رعب وفزع وذعر وهلع منذ أن بدأت أمريكا عقوباتها وإجراءاتها لمحاصرة النّظام الصّفويّ الإرهابيّ في طهران وبدء اهتزاز أركانه، وذلك لأنّ هؤلاء المرتزقة الحاكمين في العراق مرتبطون ارتباطا مصيريّا بأسيادهم الإيرانيّين الذين يواجهون احتمالا مرجّحا بانهيار نظامهم سواء تحت وطأة الحصار الخانق المتصاعد وانتفاضة شعوب إيران ضدّه، أو بضربة عسكريّة أمريكيّة مٌهْلِكَة. وإنّ هذا القزم المدعوّ قبانجي يدرك أنّ البعث هو القوّة الوطنيّة العراقيّة الشّعبيّة الكبرى التي يزداد تأثيرها الشّعبيّ اتّساعا كلّ يوم رغم كلّ الحملات القمعيّة التي شنّتها عصابات إيران، كما يدرك أنّ محبّة العراقيّين للبعث تتّسع كل يوم أضعافا مضاعفة بينما تتناقص مكانة النّظام الإيرانيّ وموظّفيه في نظام المنطقة الخضراء وسمعتهم وتأثيرهم في المجتمع العراقيّ، وهذا ما يزيده حزنا وألما وخيبة وإحباطا وذعرا، وهو ما دعاه لتوجيه هذا النّداء الخائب. وعليه، فإنّنا نقول لهذا القزم العميل إنّ نظامكم العميل قد مارس حملة فاشيّة ضدّ البعثيّين لفصلهم وتشريدهم من أعمالهم خلافا لكلّ الشّرائع والقوانين. ونقول لهذا المعمم الفاسق إذا كنتم تستطيعون تشريد من تعتقدون أنّه بعثيّ من الدّوائر الحكوميّة فإنّ البعثيّين موجودون في كلّ مكان في العراق. ونودّ أن نسرّك أيّها القزم أنّ عدد البعثيّين يزداد كلّ يوم سواء بالمنتمين الجدد للحزب وهم بالألوف أو بالعراقيّين المحبّين للبعث والمؤيّدين لحكمه ولقيادته وهم بالملايين. فأين تفرّ أنت وشركاؤك في الجريمة والخيانة والسّرقة والفسق والفساد؟ أين تفرّون من غضبة ملايين العراقيّين وهي غضبة آتية لا محالة قريبا بعون الله وهمة أبناء العراق النّشامى. فمت بغيضك أيّها القزم. ومت بحقدك وخيبتك أيّها العميل.