شبكة ذي قار
عاجل










أن حزب البعث العربي الاشتراكي أول حزب عربي معاصر رفض استيراد القوالب الجامدة وفرضها على الواقع العربي ،فالواقع اَي واقع الذي تنبثق فيه الأفكار النظريات هي نتيجة لمعانات شعبه وهي ليست بالضرورة تصلح للتطبيق على شعب اخر. الواقع السياسي العراقي الْيَوْمَ يختلف عن غيره عالميا واقليميا وعربيا وللاسباب التالية : 1- العراق هو البلد الوحيد الذي تم غزوه واحتلاله بأكثر من ثلاثين دولة في العصر الحديث وظروف الاحتلال ومعطياته ونتائجه معروفة لانريد الخوض فيها ومن يريد مقارنة احتلال العراق باحتلال أفغانستان فهو على خطأ . 2 - العراق هو أول بلد يتعرض إلى إلغاء الدولة فيه عبر حل الجيش والمؤسسات الأمنية والإعلامية والبدء بتأسيس كيان دولة ودستور بديل تحت حراب المحتل على أنقاض دولة مؤسساتية ومن يريد أن يقارن ذلك مع احتلال الحلفاء لألمانيا فلا مجال للمقارنة حتى في قانون الاجتثاث . 3 - تولد عن الاحتلال الأمريكي المباشر للعراق احتلال آخر غير مباشر هو أكثر خطورة لأنه دخل النسيج الاجتماعي العراقي مستهدف وجود العراق كدولة وكشعب وهو الاحتلال الفارسي البغيض. 4- انطلاق المقاومة العراقية المباشرة والسريعة لمواجهة المحتل والتي استطاعت أن تؤلم المحتل وتقض مضجعه بفترة قياسية وهي مقاومة لامثيل لها في العصر الحديث وللاسباب التالية : ا - الانطلاق مباشرة وهي بهذا تختلف وتمتاز عن المقاومة الفيتنامية والجزائرية وغيرها التي احتاجت إلى وقت للإعداد قبل الانطلاق والأسباب معروفة لانريد الخوض فيها. ب- المقاومة العراقية للمحتل الأمريكي هي المقاومة الوحيدة التي اعتمدت على نفسها وشعبها ولم تحصل على أي دعم خارجي أو حاضنة دولية وهنا نذكر بأن المقاومة الفيتنامية حضيت بدعم الصين وما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي والمقاومة الجزائرية كانت تعتمد الدعم العربي الثابت والمعروف لاسيما من مصر العربية ،مصر المرحوم جمال عبد الناصر. السؤال الآن هل يستطيع الشعب العراقي وقواه الحية وفي المقدمة حزب البعث العربي الاشتراكي من إسقاط الحكومة العميلة التي جاء بها الاحتلال وعلى طريقة ماسمي بالربيع العربي أو على الطريقة السودانية أو الطريقة الجزائرية التي نشهد حراكها وتبلورها الان، وهل يستطيع الحزب والشعب من إنهاء كل ماترتب على ذلك من مظاهر طائفية وعشائرية ومناطقية جراء الاحتلالين؟ أعتقد جازما وبجواب سريع (كلا ) ، وللاسباب التالية : 1- ماسمي بالربيع العربي كانت له ظروف خاصة معلومة وقوى خفية حركت كل شيء من خلف الكواليس وعندما عجزت استخدمت القوة كما حصل بالقطر الليبي الشقيق. 2- الثورة الشعبية السودانية حققت ماحققته نتيجة لوحدة الشعب وتجمعه على عقيدة واحدة وهي الوطن أولا ، بالإضافة إلى موقف الدول الأفريقية وبعض الدول الأوربية الداعمة و الرافضة لفكرة الانقلاب العسكري في السودان ، مع عدم رغبة الدول الإمبريالية الهادفة الى الاستثمار تطبيق نموذج ماسمي بالربيع العربي على السودان لأنهم لم يحققوا الأهداف التي وضعها مهندسو الربيع اللاعربي وفِي المقدمة نهب خيرات الشعوب وحماية الكيان الصهيوني. 3- الثورة الشعبية الجزائرية وانتفاضة الشعب العربي الجزائري المتحضر والمتقدم بوعيه ووطنيته مشابهة إلى حد ما للنموذج السوداني بنسبة 75% والفوارق معروفة وواضحة. السؤال ، مالذي سنفعله في العراق وهل هناك ضوء كما يقال في نهاية النفق وهل هناك إمكانية للتغيير وإنقاذ شعبنا مما هو فيه؟ الجواب السريع والجازم ( نعم ) ممكن ، إذا تمكنا من : 1 - التعامل العقلاني والواقعي مع المتغيرات التي أحدثت الشرخ بين أبناء الشعب العراقي الواحد وفي المقدمة ، الشرخ الطائفي والعرقي والمناطقي وذلك بالاعتماد على العلماء والمختصين العراقيين في مجال علم الاجتماع وعلم النفس وعلم السياسة عبر الدراسات الرصينة التي تجيب عن سؤال محدد هل يستطيع أبناء العراق العودة إلى العقيدة الوطنية كما كانوا من قبل وهل تستطيع الطليعة ان تتخلص من ماعلق فيها. جراء أمراض وادران الواقع المريض ؟ 2- تجميد العمل الايدلوجي والاستراتيجي لفترة من الزمن لحساب التكتيك الثوري ، فالصوت العالي واجترار التنظيرات الثورية لامجال لها اليوم للتطبيق في النموذج العراقي ، بالمناسبة النموذج العراقي كارثي يقع بين النموذج الفلسطيني والنموذج الاحوازي لذا نقول الله يكون في عون العراق وشعبه وطليعته الثورية. 3- أن يكف البعض من أبناء جلدتنا من العرب والعراقيين والبعض من البعثيين من جلد قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي بسوط النقد الغير بناء ومطالبتها بمواقف لاتتحملها المرحلة لاسيما في هذا الظرف التاريخي الذي يمر فيه القطر العراقي وقيادته القطرية ، لنعطي الفرصة لقيادتنا بالتعامل مع الواقع بكل متناقضاته وان تختار النهج والسياسة التكتيكية التي تراها مناسبة وأعتقد شخصيا بأنها ناجحة في الظرف الراهن والأيام ستثبت صحة ذلك.




الاربعاء٢ ÔÜÜæÇá ١٤٤٠ ۞۞۞ ٠٥ / ÍÜÒíÑÇä / ٢٠١٩


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق د . فالح حسن شمخي طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان