ان ما يحصل الان في منطقتنا والتي عانت الكثير من ويلات الحروب يستحق بل يحتم على العارفين في علوم السياسه والصراعات الدوليه والنزاعات المسلحه ان يدلوا بدلوهم لتوضيح الصوره المشوشه والمظلمه في بعض ملامحها. وبهذا الصدد فهناك من يقول ان الحرب والصدام المسلح بين اميركا وايران مستحيل ان يحدث وهو يعتمد على أدله ومعطيات حقيقيه وواقعيه اثبتت التجارب مصداقيتها. وهناك من يذهب الى توقع حدوث حرب وشيكه شامله بين الطرفين وحلفائهما. ويستند أيضآ الى معلومات وتحركات وحشود عسكريه وتحرك حاملات طائرات واستحضارات تسبق المعركه. وكل هذه الآراء صحيحه ومقبوله لانها تعتمد على وقائع واحداث وسلوكيات وتجارب سابقه وأيضآ تعتمد على القواعد القياسيه الواقعيه والمنطقيه في تقييم الاحداث مما ينتج عنها استنتاجات صحيحه ومقبوله ولكن ينبغي الانتباه للمتغيرات الفكريه والتكنلوجيه والعقائديه في المجال السياسي والعسكري واعطائها القدر الكافي في التأثير في حسم الصراعات وبذلك يمكن التوصل للتقييم الحقيقي للاحداث ودقه تقادير الموقف. فقد علمتنا التجارب والمنازلات مع الجيش الاميركي وهو القوه العسكريه العظمى في العالم والذي يمتلك ترسانه عسكريه هائله مع قوه اقتصاديه وقوه اعلاميه ضخمه . هذه القوه ومن خلال عقيدتها العسكريه تسعى دومآ لتأمين مبدأ المباغته في اي صراع وهو مبدأ مهم من المبادئ الذهبيه للحرب وذلك من خلال تطوير اسلحتها المستخدمه سابقآ او ابتكار سلاح جديد او ابتكار اسلوب جديد للمواجهه لتحقيق وتأمين التفوق على العدو المفترض وهذا ينسحب على المجال السياسي ايضآ. . وللعوده لموضوع الصراع فالتحالف الصهيواميركي الفارسي قائم ومنذ زمن بعيد وتلك حقيقه ناصعه وقد نفذت ايران الدور المرسوم لها وامعنت في تدمير واضعاف الامه وباتت تسيطر على اربعه عواصم عربيه واعلنت انها تسعى لاعاده الامبراطوريه الفارسيه وعاصمتها بغداد. ولكنها تجاوزت ما مرسوم لها وباتت تهدد المصالح الاميركيه في مناطق نفوذها الحيويه . لذلك كان يجب على اميركا ان تردع ايران وتعيدها الى حجمها الحقيقي بعد تقطيع اذرعها ومخالبها في المنطقه. واذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان اساليب الصراعات والحروب عديده ومتنوعه. وبذلك فأن ما يحصل الآن هو احد انواع الحروب . ما يهمنا هو نتائج هذا الصراع والذي سيفضي حتمآ لاذعان الطرف الاضعف وهو ايران. بالرغم من وجود فرق كبير بين قبول الطرف الاضعف بشروط الطرف الاقوى نتجه استخدام وسائل الحرب عدى القوه العسكريه. وبين الاذعان نتيجه استخدام القوه المفرطه وتدمير الآله العسكريه للطرف الاضعف وتهديد وجوده وبتلك الحاله سيجبر على قبول شروط الاستسلام ووقف الحرب وفق شروط قاسيه ربما تمتد نتائجها لسنوات عديده. اذن اميركا ماضيه في تنفيذ استراتيجيتها وفق ملامح جديده للحرب. مع احتمال استخدام القوه المحدوده اذا تطلب الامر ذلك. . !!! فأستراتيجيتها قائمه على ( مصطلح او اسلوب الخنق ) وهو نوع من انواع الحرب الاقتصاديه أضافه الى الحرب السياسيه والنفسيه واخيرآ الردع والتلويح باستخدام القوه العسكريه. ؟؟ مع ظهور اسلوب جديد هو استخدام تغريدات ترامب ( تهديدات. السعي للتفاوض. التهديد بالرد المدمر. اوامر. ونظره لمستقبل الصراع. ايماءات. حرب نفسيه وغيرها ). اذن كل ذلك يؤكد ان الحرب قد بدأت وسنشهد نتائجها بأذن الله. وبات العالم يترقب ويتابع بدقه وحذر ما يجري وسيجري وفق مراحل الصراع. ووفق كل الاحتمالات فيمكننا القول ان دور ايران في المنطقه قد انتهى وعليها العوده الى حجمها الطبيعي. والاهم ما هو المجال او الفسحه المسموحه للقوى الوطنيه الشريفه والمبعده أو الممكن انتزاعها والحصول عليها. نتيجه ما يحدث. ؟؟؟؟