في العاشر من شباط عام 1986 تمكنت القوات الإيرانية من عبور شط العرب لتنجح باحتلال الفاو، مستغلةً انهماك الجيش العراقي في التصدي للجيب العميل في القاطع الشمالي. وقد حشدت إيران كل دفاعاتها لضمان بقاء السيطرة على الفاو، بل أن حكام طهران قرروا اعتبار الفاو جزءاً من إيران وأطلقوا عليها اسم الفاطمية عام 1987. وقد تجلى الغرور في العصابة الحاكمة في طهران والاستهانة بجيش العراق الباسل وقائده البطل بقول المجرم خامنئي: لو تمكن صدام حسين من استرجاع الفاو فإني سأذهب إلى بغداد بنفسي لتهنئته. وقد تطلب تحرير الفاو جهداً استثنائياً غير اعتيادي، فقد وجه صناديد العراق ضربات موجعة للقوات الإيرانية ومن معها من سليلي الخيانة وعملاء إيران في الجيب العميل، كما توالت التعزيزات لدعم البواسل في القاطع الشمالي مما صرف أنظار حكام طهران عن الاستعدادات العراقية لتحرير الفاو وانصب تركيزهم على دعم مقاتليهم في الشمال ومساندتهم للصمود أمام ضربات جند العراق الميامين. وفي السابع عشر من نيسان عام 1988 بدأت عمليات رمضان مبارك التي استمرت خمساً وثلاثين ساعة لا غير تمكن خلالها جيش العراق والحرس الجمهوري من تحرير الفاو من دنس المحتل الإيراني، لتعود مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم إلى وطنها وأمتها بعد اختطاف قسري دام عامين وشهرين. وقد أشرف الرئيس القائد المهيب الركن صدام حسين على عملية تحرير الفاو بنفسه، وأوصى جند العراق البواسل برفع علم العراق على آخر نقطة في الفاو كي يرتدع جند الدجال خميني ويعلموا أن لبوابة الأمة الشرقية رجال صناديد لا تغفل أعينهم حارسين لها. وفي الثامن عشر من نيسان عام 1988 أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة البيان رقم 3147 الخالد، الذي أعلنت من خلاله انتهاء عمليات رمضان مبارك بتحرير الفاو بالكامل من الاحتلال الإيراني الغاشم. وتكمن عظمة عملية تحرير الفاو أنه للمرة الأولى في تاريخ الأمة المعاصر ينجح جيش عربي بتحرير مدينة عربية محتلة تحريراً كاملاً ناجزاً دون قيود؛ عن طريق القتال وليس عن طريق المفاوضات أو التدخل الدولي. إن ملحمة تحرير الفاو الخالدة كانت الفاتحة لمعارك التحرير الكبرى في الشلامجة وزبيدات ومجنون ومعارك التوكلات، وصولاً إلى تجرع الدجال خميني سم الاعتراف بالهزيمة وانهيار جنده في يوم النصر العظيم الثامن من آب عام 1988. وفي الخامس والعشرين من حزيران عام 1989 بدأت معركة أخرى لا تقل أهمية عن معركة تحرير الفاو وهي معركة إعادة إعمار المدينة التي تضررت نتيجة الاحتلال الإيراني، لتنتهي حملة إعمار الفاو بنجاح باهر في زمن قياسي في الخامس والعشرين من تشرين الأول عام 1989. وستبقى الفاو الشامخة شاهداً على بسالة جيش العراق وجسارة الحرس الجمهوري وحنكة القيادة الوطنية وعلى رأسها الرفيق الشهيد صدام حسين. ويواصل شعب العراق المناضل وفي طليعته أبطال البعث الميامين بقيادة الرفيق المجاهد عزة إبراهيم كفاحه الملحمي ضد الاحتلال الإيراني وعملائه في المنطقة الخضراء، مسترشداً بملاحم قادسية صدام المجيدة وعملية تحرير الفاو الخالدة. إن يوم التحرير الناجز للعراق قادم لا محالة، بهمة الأحرار والمناضلين وعزيمتهم التي لا تلين. وما ضاع حق وراءه مطالب.