- في ليبيا يريد الأخوان المسلمين التسلق إلى السلطة عن طريق الحرب . - وفي الجزائر يريد الأخوان المسلمين التسلق إلى السلطة عن طريق الانتخابات وضغط الشارع الجزائري . - وفي السودان يريد الأخوان المسلمين التسلق إلى السلطة عن طريق ضغط الشارع السوداني . الحرب في ليبيا التي شنها حلف ( الناتو ) بأوامر أمريكية وأسقط نظامها الوطني ، كرست واقعين متناحرين ، كان للميليشيات المدعومة من الموساد الإسرائيلي اليد الطولى لإشاعة الانقسام المسلح بين فريقين أو أكثر ، تمهيدًا لتقسيم الدولة والشعب الليبي ، وأظهر المشهد أن جيشًا وطنيًا يقوده ( خليفة حفتر ) قد استقطب الوطنيين من العسكريين وتحالف مع تشكيل وطني يطلق عليه ( الحكومة الموازية ) .. هذا التشكيل متكامل ومهيئ لإدارة وتصريف شؤون الدولة الليبية بعد التحرير ، ولتوضيح الصورة يمكن التركيز على ما يلي : - إن ( حكومة الوفاق الوطني ) في الغرب الليبي ، التي يترأسها ( فايز السراج ) وترعاها الأمم المتحدة .. محركها ( حزب العدالة والبناء ) ، وهو حزب الأخوان المسلمين الذي نزع جلده بالتسمية الجديدة وظل جوهره الظاهر وتنظيمه السري المسلح مخفيًا - كما فعلها الغنوشي في تونس - . - حزب الأخوان المسلمين يستخدم مرشحين ( مستقلين ) للوثوب على السلطة . - وجود الأخوان المسلمين في معادلة الصراع في الجزائر قد يكون من خلال مرشح حزب ( حركة مجتمع السلم ) . - وحزب الأخوان المسلمين في شارع الحشد الجماهيري في السودان يتربص من وراء الخطوط الخلفية لركب الموجة الجماهيرية العارمة في الشارع السوداني . - ( غوتيرش ) الأمين العام للأمم المتحدة يريد وقف حرب التحرير في ليبيا بقيادة ( حفتر ) تحت ذريعة تفادي نشوب حرب أهلية - ويكاد أن يكون المشهد يتطابق مع واقع الحال على أرض اليمن ومنع قوة الحسم من حسم الموقف - وهي الذريعة ذاتها التي يتمسك بها الأوربيون ويعلنها بشكل مسرحي الرئيس الأمريكي ( ترمب ) .. فيما كان ( الناتو ) هو من شن الحرب على ليبيا وأسقط نظامها الوطني ومزق الشعب الليبي وبدعم أمريكي واضح عام 2011 . - مجلس الأمن أعرب عن قلقه من تحرك الجيش الوطني الليبي بقيادة ( حفتر ) نحو طرابلس ( لأن هذا التحرك برأيه يهدد استقرار البلاد ) .. وليبيا لم تعش الاستقرار منذ إسقاط نظامها الوطني لحد الآن .. فيما دعا مجلس الأمن الجيش الوطني الليبي بقيادة ( حفتر ) الى وقف تحركاته العسكرية .. والهدف إنقاذ ( حكومة الإنقاذ الوطني ) التي يقودها ( فائز السراج ) .. وإبقاء الصراع المسلح الذي يستنزف البلاد والعباد قائما حتى التقسيم . - الجيش الوطني الليبي مُصِرٌ على ( القضاء على الإرهاب ) بحسب رأي قائده حفتر .. فقد حرر ( بنغازي ) في الشرق وسيطر على حقول النفط ومدينة ( غريان ) بعد صراع مع قوات طرابلس المتمترسة خلف ( فائز السراج ) ، كما سيطر على قرية ( سوق الخميس ) القريبة من طرابلس ، ومناطق ( قصر بن غشير ) و( وادي الربيع ) في الضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس ، وسيطر على مطار طرابلس الدولي السابق . - حركة الجيش الوطني الليبي السريعة المدعومة من الشعب الليبي صوب طرابلس ، تمثل خيبة أمل للأمم المتحدة -كما عبر عنها غوتيريش - التي تسعى للوساطة بين ( خليفة حفتر ) و( فائز السراج ) ، في ضوء ما يسمى خارطة طريق ، وهدفها استمرار الصراع في ليبيا حتى آخر جندي على طريق التقسيم . الخلاصة : - الغرب الاستعماري وأمريكا الامبريالية يشعلان الحروب ويفككان المجتمعات ويهدان دعائم الدول وركائزها الوطنية .. وحين تتهدد معادلة الصراع يدعوان إلى وقف الحرب ، خوفاً من الحرب الأهلية وحقن الدماء ورحمة بالاستقرار !! . - الأخوان المسلمين الذين بدلوا جلودهم بمسميات شكلية يعبئون في الخطوط الخلفية من أجل ركب موجة الجماهير التي اجتاحت شوارع المدن في الجزائر والسودان ، فيما بلغت الصراعات المسلحة في ليبيا واليمن وسوريا تحت أنظار أمريكا والغرب وغوتيريش مرحلة ( تراكم التعقيد ) في مخارج التفتيس عن سبل للأمن والاستقرار .. وهي مرحلة تتسيد فيها سياسة ( لا غالب ولا مغلوب ) الأمريكية سيئة الصيت . - إن ما يهم الغرب الاستعماري والامبريالية الأمريكية وغوتيريش هو إشعال النيران على طريق مشروع الشرق الأوسط الكبير وإبقائها مستعره تأكل الأخضر واليابس وترجع الدول والمجتمعات المتحضرة ، ربما إلى العصر الحجري أو إدخالها في نفق التفسخ ، من أجل الهيمنة على مواردها وإغراقها بالديون كما يحصل في العراق . - فإذا أدرك الشعب العربي هذه الحقيقة وشخص بصورة مبكرة الأحزاب وتلويناتها والعناصر المرتبطة بالغرب الاستعماري وبالإمبريالية الأمريكية وبالصهيونية الإسرائيلية وبإيران الصفوية ، التي تختبئ خلف القوى التي تعتلي موجة الجماهير الغاضبة في العواصم والمدن العربية ، فإن زخم الشارع العربي سيكون نظيفًا وزاخرًا ومنتصرًا في إتجاهه الوطني والقومي .. الشعب العربي سينتصر في النهاية !! .