كتب المحرر السياسي في المركز الاعلامي للثورة العراقية ضد الاحتلال والتبعية والفساد : - فساد حكومات الاحتلال واستخفافهم بحقوق الشعب وهدر ثرواته اساس تخلف العراق واشاعة الفقر والجهل والفاقة بين ابناء شعبه واستيلاء الاجنبي عليه . ما ان استمكن المحتلون من أمريكان وايرانيين من العراق في العام / 2003 ، الا ونفذوا اجنداتهم الدنيئة على ارض هذا البلد وبين اوساط شعبه ، وان من اهم ما اشاعوه وعملوا على ترسيخه هو نشر وتعميق الطائفية ، وإشاعة الفوضى والفساد المالي والإداري واعتماد مبدأ المحاصصة في إدارة الحكم ، وتشكيل الميليشيات المسلحة بدعم وارتباط اجنبي، وربط العراق باجندات وسياسات أجنبية غريبة وذات طابع تسلطي ونفعي وابتزازي ، وتجريده من قراره الوطني المستقل ، فأصبح البلد فريسة ولقمة سائغة لكل من هب ودب ، وان أخطر صفحة نفوذها للانتقام من الشعب العراقي واذلاله والثأر منه هو إدخال الإرهاب بشقيه القاعدة والدواعش التي اجهزت على كل ما تبقى من معالم حضارية واقتصادية وانسانية لم تنالها يد المحتل ، فاحرقوا الشجر والبشر والضرع والصخر واعادوا العراق كما قال بيكر وزير خارجية امريكا الاسبق لطارق عزيز في كانون الثاني / 1991 " سنعيدكم الى عصر ما قبل الصناعة " وها ان ما قاله بيكر أصبح واقعا ، فلا زراعة ولا صناعة ولا مشاريع ماء وري ولا كهرباء ، ولا صحة ولا تربية وتعليم ، وفوق هذا وذاك سرقوا ثروات البلد فاشاعوا الفقر والجوع والفاقة والبطالة والمرض بين صفوفه عدا قلة جاء بها الاجنبي فسيطرت على مقدرات البلاد وسرقت ثرواته وباساليب رخيصة ودونية ، وهذا ما اعترفت وصرحت به النائبة ماجدة التميمي عندما خاطبت الجميع منهم بأن ماتم صرفه على العراق منذ العام 1921 - 2003 كان 220 مليار دولار وما صرف منذ عام الاحتلال 2003 - 2018 كان 862 مليارا ، ففي الحقبة الأولى تم فيها بناء العراق ، وفي الثانية تهدم فيها كل البنيان وذهبت المليارات إلى جيوب السارقين ، ومن المضحك والملفت للنظر ان كل المسؤولين وبكل حكومات الاحتلال التي تعاقبت على حكم العراق صدعوا رؤوس الشعب من سماع صراخهم بمحاربة وادانة الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة ، وهو اعتراف صريح منهم بوجود الفساد وتعاظمه ، فمن هو السارق يا ترى ؟ الموظف البسيط ام رجل الشرطة ؟ ام المعلم الذي لا يستطيع توفير أبسط مقومات الحياة لنفسه ولعائلته ؟ ان السارق وكما هو معلوم ومعروف هم كبار المسؤولين ومن الرئاسات الثلاث وما دونهم ولم نرى وعلى مدى الخمسة عشر عاما الماضية ان احدهم او مجموعة منهم قد قدموا الى محاكم علنية جراء سرقتهم المال العام ومن على شاشات وسائل الإعلام " فقد ضاع اللص ما بين الحرامية ، وضاع الابتر ما بين البتران " وان هذه الممارسات هي التي أوصلت العراق الى كل هذه النكبات التي مر بها الشعب فنزف الدم وازهقت الارواح وتهجرت الملايين وغيب الالاف من الابرياء في السجون السرية والعلنية ، وتهدمت البيوت وجاعت النفوس وانتهكت الحرمات واستطال الشر وكثر الباطل وترعرع في صفوف الفاسدين ، وما حادث العبارة الذي وقع في محافظة الموصل المنكوبة ليوم 21 / اذار الا واحدة من أسباب ونتائج ذلك الفساد الذي استشرى في كل مفاصل الدولة العراقية ومؤسساتها ، فقد شكى ابناء الموصل كما شكى كل ابناء العراق وعلى مر السنوات الماضية من ممارسات القهر والاضطهاد والرشوة والفساد والابتزاز الذي تمارسه السلطات الحكومية واجهزتها وتشكيلاتها من جيش وحشد وميليشيات ومكاتب اقتصادية للاحزاب الطائفية بلغت الاربعين مكتبا باقرار لجنة تقصي الحقائق في محافظة الموصل كل هذا يجري وحكومة بغداد لم يرف لها جفن او تدمع لها عين ، وعندما طالبوا بحقوقهم ادخلوا عليهم داعش وحصل الذي حصل وعلى حكومة بغداد المتهاوية واحزابها الطائفية المتسلطة الخاوية ان تعرف وتعي حقيقة وهي ان اهل الموصل وابناء المحافظات العراقية الأخرى سيسحقون هؤلاء ويجعلونهم عبرة لمن اعتبر وسيطردون كل الدخلاء من مستثمرين ولجان اقتصادية حزبية وميليشياوية ذات ارتباط مباشر بمراكز القرار في بغداد ، فأبناء الموصل الشرفاء قادرون على إدارة محافظتهم والقضاء على الإرهاب والفساد الذي استشرى في دوائرهم ومؤسساتهم ودخول الغرباء عليهم ، قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا .