كان في قديم الزمان شيخ عشيرة مات وكان من الواجب والاصول ان ينصب بعده ابنه صغير العشيرة .. وهنا دب الخلاف بينهم على المشيخة وكان هناك رأي يقول ( يتم ترشيح خمسه من افراد العشيرة ) لكي يتولى واحد منهم خلافة المشيخة .. ذهبوا الى القاضي ليحتكموا لديه .. عندما وصلوا الى بيت القاضي وضعوا الولد الصغير ابن الشيخ الذي توفى خارج الدار ليحمي الغنم وعندما دخل هؤلاء الرجال سمع القاضي مطاليبهم جميعا وامر ان يصبوا لهم قهوة وقال لهم شرط ان لاتشربوا القهوة ولاتكبوها .. الجماعة احتاروا ولايعرفوا كيف يتصرفون ( ظل واحد ينظر بوجه الاخر ) .. القاضي سائلهم اين ابن الشيخ ؟ قالو عند الغنم .. القاضي ارسل اليه واعطاه فنجان قهوة وقال له : اريد منك شرط واحد لا تشرب القهوة ولاتكبها .. الولد هز راسه وضحك ورفع طرف الشماغ ووضعه في فنجان القهوة حتى شرب الشماغ القهوة بعد هذا رفع الولد راسه على القاضي وقال له فنجانك فارغ وقهوتك على راسي فرد عليه القاضي .. ( شنو المكسب وراس المال والخسارة ) .. قال له الولد : المكسب ان تكون احسن من ابوك وراس المال تكون مثل ابوك اما الخسارة ان تكون اردأ الناس .. القاضي سأله : شنو اول الامس .. والامس .. واليوم .. قال الولد : اول امس هو جدي وامس هو ابوي واليوم هو اني .. القاضي نظر الى الاخرين وقال لهم قوموا اخذو شيخكم يقصد الولد .. رباط السالفة القيادة الناجحة والعقل الراجح تحتاج عقل وتفكير سليم وليس الى وعود فارغة وتهديدات وتهميش وتغطية على الفاسد .. القيادة ليس بالعمر القيادة بالحكمة والمعرفة والنزاهة .. بعد ان سمعنا حكم القاضي على هؤلاء الذين يطالبون ( بالمشيخة ) والزعامة وهم عازمون على تهميش الولد صاحب الشرعية الحقيقية في المشيخة وحنكة القاضي افشلت ماكان يخطط من قبل هؤلاء الرجال بعزل وابعاد صاحب الشرعية في ممارسة حقه الشرعي في قيادة عشيرته .. هذا الحال ينطبق على ما يدور خلف الكواليس وامام انظار الناس في العراق من صراع على السلطة وتهميش دور الاخرين واجتثاث الكفاءات العلمية والثقافية وليجعلوا من حضارة العراق الشامخ على مر العصور حالة من الفشل والتخبط .. ولكن .. العراق الولود لابنائه الميامين قادر على ان يخلق المعجزة بطرد هؤلاء الخونة الرعاع واعادة الوجه الحقيقي الناصع له .