سنذهب إلى "مؤتمر واشنطن" بصحبةِ أجراسِ كنائسِ العراق، وحفنةٍ من تربةِ أبي عبد الله الحسين، وآذانِ المؤذنين في مساجدِ بغداد وكربلاء والنجف والبصرة، مع موسيقى البزق الكردية، وقطعةٍ من حضارةِ بابل، ونحمل معنا قوانين حمورابي التي علمت العالم أول قوانينه. سنصحب معنا أقدم سنابلَ قمحٍ عرفها العالم من قرية "جمجي" قرب كهف شانيدر ... وأقدم شجرة نخيل تمر من مدينة أريدو لنقول للعالم أننا أول من قدم لكم الغذاء ... سنصحب معنا عطرا ً من مرقدِ سيدنا العباس ... وترافقنا مواويل ناظم الغزالي، وعنفوان الرحال في دبكة الجوبي ... وبحراً من دموع أطفال العراق الذين سُرِقت منهم بهجتهم واغلقت بوجههم فرص التعلم وطرق بناء الذات ... وأعطوهم الشتاء والبرد والغربة ... سيكون هذا الموزاييك العراقي أمامك أيها العالم، لتعلم هيكل هذا البناء العراقي الصلب ... لتتفحص أعمدة الارتكاز فيه ... لتتعرف أيها العالم على الوفدِ الذي شكل هذا البناء الرائع المسمى العراق ... إن المهندس الذي أشرف على بناءِ هذا الصرح هو مهندس محلي مميز اسمه البَعْث ... وهو موجود معنا في وفدنا العراقي فقط ... يدخل قاعة الاجتماعات معنا ... يخرج معنا. ينام معنا ... ويستيقظ باكراً معنا ... لن نقبل من يرفض تصميم الوطن القائم على الحب ... والبعث ... فالبعث هو صلة الوصل بين مسلة القانون الاول وبين حجر أساس النماء الذي سبق غزو الجراد .