كنا شباب وشابات الفرقة الطلابية في حزب البعث العربي الأشتراكي على شرفة مطار بيروت نستعد لإستقبال روجرز، وزير خارجية الولايات المتحدة الإميركية، في العام1969وإذ اقبل نحونا رجل فارع الطول وشامخ القامة وسريع الخطوة، فظننا لوهلة أنّ خطتنا انكشفت وها هي الإجهزة تتقدم لإحباطها، لكن الظن خاب فاذ الشامخ يشاطرنا قذف البيض والبندورة حين تقدم الوزير، هذا هو حبيب زغيب وهذة المرة الأولى الذي عرفته لتكرّ اللقاءلت على مدار نصف قرن ، كان فيها حبيب الشامخ دائما، كما عرفته على شرفة المطار. شهدت له في عزّالنشاط في البقاع وعلى امتداد الوطن الجرأة في القول والموقف في القضايا العامة والحنان والود في العلاقات الإجتماعية، ايا كان رأي الآخر وموقفه،فتصدى لنزعة يسارية طفولية نمت في بيئة مغايرة لطرحها وواجه إغراءات السلطة، وكان معياره الوحدة وفلسطين والنزاهة والعفة، وكان في مواجهته موضع ثقة من ماشاه ومن عارضه فكان مرجع للجميع يُسمع رأيه وتقبل نصيخته، ولو بحدود لدى البعض. وكم كانت قاسية عليه وعلينا المحنة التي المت به وبنا بالأقتتال العشائري الذي ابعده عن بعلبك الذي أحب، ثم بالخلافات السياسية التي احبطت مشروعنا وقوقعتنا في بيروت، لكنها كم كانت جميلة وحميمية العلاقة التي نشأت بيننا، وكان حبيب الطبيب والأب والأخ لكل من عرفه. في وداعك، اتذكررفقيّنا ورفيقيّ عمرك حسين عثمان وحمد سليمان، واردد ما قاله شوكت حين رجوعنا من وداع حمد " بيوت الرفاق في بعليك شبه الوحيدة التي ندخل اليها وكأنها بيوتنا"، هكذا كنت وكانا، وهكذا من بقي من سنديانات بعلبك. سنبقى، يا حبيب، أوفياء لما جمعنا ولما بنيناه معا، وستبقى مواقفك تهدينا.