من المتعارف عليه في جميع انحاء العالم ان الديمقراطية هي ارقى شكل من اشكال ( الحكم السياسي ) حيث تقوم على اتاحة الفرصة للتداول السلمي للسلطة وحكم الاكثرية وحماية حقوق الاقليات والافراد .. هي اذن اي الديمقراطية فلسفة واسلوب حياة وشكل للحكم .. كما انها اسلوبا في الحياة الجماعية بالنسبة للبشر .. وامكانية تحقيق الشخصية الانسانية لكل منهم بحيث ( تصبح الديمقراطية حكم الشعب لنفسه ) .. اذا الديمقراطية بمفهومها الحقيقي والمتداول هي نظام ( الحرية السياسية ) ويكون الشعب هو مصدر اشعاع للسيادة وللسلطة ويحكم نفسه عن طريق ممثلين عنه .. الديمقراطية نظام متقدم من انظمة الحكم الذي يكون الحكم فيه او السلطة اصدار قوانين وتشريعات تخدم الشعب .. لذا من الضروري عندما يكون حكم الشعب للشعب هو اعظم ميزة للديمقراطية .. ان التاريخ القديم والحديث يخبرنا على ان هذه الميزة للديمقراطية لم تتحقق على مدار تاريخ الديمقراطية وان ( نظام الحكم الديمقراطي ) كان ولايزال نظاما طبقيا وان الديمقراطية هي اسلوب في الحكم وهي جزء من حقوق الانسان .. فالديمقراطية ليست غاية في حد ذاتها بل هي وسيله لتسير دفة الحكم .. والعيش بسلام والحفاظ على كرامة الانسان وحريته وكرامته .. وعلى الديمقراطية ان تفسح المجال واسع للنقاش مع حرية الاخرين .. تكون الديمقراطية واضحة ومقبولة في المجتمعات العربية اذا كانت فعلا تسعى لتحقيق مباديء الممارسة السياسية الممثلة لامتنا .. ويكون هذا المصطلح مرفوض اذا كان يعني تجريد الامة من تراثها وفرض الانموذج الغربي عليها .. هذا مايحصل الآن في العراق المحتل امريكيا وصهيونيا وفارسيا .. بحيث اصبحت الديمقراطية التي طالما تبجحوا بها عرجاء واخذت البلاد الى المصير المجهول في مجال التدهور الذي طال كل مناحي الحياة في عراقنا المستلب الارادة .. والمحير في الامر ان المحتل والغازي في العراق هو من يتبجح بكون في العراق تمارس الديمقراطية !! التي ينعم بها الشعب وهو واقع الحال بعيد كل البعد عن ممارسة هذا الحق من خلال الانتخابات المزيفة والعجيب ايضا في عراقنا المحتل والمسلوب الارادة يمارس الاجتثاث والقتل ويمارس الفساد بكل انواعه وسرقة املاك الدولة وحرمان الناس من ابسط حقوقها والرجوع الى الممارسات العشائرية المقيتة وضرب الانظمة والقوانين التي تحمي الفرد كل هذا واكثر يمارس في ظل حكومة الاحتلال بالعراق باسم الديمقراطية .. كل هذا يجري في العراق المحتل وديمقراطية المحتلين والخونة تحمي هؤلاء السراق ومن باع وطنه .. بربكم قولوا لي هل هذا يتفق مع مبدأ الديمقراطية ؟! وهل يعقل ان دولة تقتل ابنائها وتجتث الكفاءات وتسمح للفساد والمفسدين ان يلعبوا بمقدرات البشر بحجة لعبة الديمقراطية المسلفنة التي جاء بها المحتل وتعزيزها الغازي والفاسدين .. هل تستطيع ان تقنع اي انسان في العراق انه حرية وديمقراطية وحراب المحتل والغازي وميليشياته تقتل بالعراقيين وتصول وتجول بكل حرية في العراق وهناك من يجافي الحقيقة ليقول ( ان في العراق اليوم مساحة من الحرية والديمقراطية ) تمارس في ارض العراق المحتل ؟ فاي ديمقراطية هذه التي يتمشدقون بها هؤلاء الخونة وادعياء الحرية المزيفة في العراق .