دون التاريخ في طيات صفحاته ان المحتل يعتمد على اسباب التفرقة ليتمكن من تثبيت اقدامه واضعاف قوة المقاومة وإرباك المجتمع وخلق الفوضى ويستخدم ادواته من العناصر الفاسدة في المجتمع وهي الاحزاب العميلة و وسائل الاعلام وغيرها من البؤر الرخوة ، ولم تكن سياسة الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 خارج هذا الاطار حيث أطلقت على المقاومة في العراق تسمية المثلث السني ليدفع بقسم من العراقيين بنئي انفسهم عن المقاومة وجعل الهوية المذهبية بطاقة عدم تعرض للمضايقات التي تمارسها قوات الاحتلال والسلطات الحكومية التابعة له . وبعد ان الحقت المقاومة العراقية الهزيمة العسكرية بقوات الاحتلال سعت الولايات المتحدة الامريكية بالاستمرار على منهج الفوضى الذي اعتمدته منذ بداية الاحتلال وذلك بدفع المنظمات الارهابية بشقيها القاعدة ومن ثم داعش من جهة والمليشيات الايرانية واحزابها من جهة اخرى للهيمنة على حياة العراقيين وساهمت بهذا الجهد حكومات الاحتلال المتعاقبة . أمـا اليوم فساهمت اموال الفساد لحزب المالكي واجهزة الامن التابعة لحكومة المنطقة الخضراء واحزابها بتعزيز ظاهرة غريبة على العمل الوطني العراقي ألا وهي نفـور بعض من المساهمين في الحراك الوطني في الداخل من القوى والشخصيات الوطنية التي تحمل مشروعا وطنيا والمتواجدة في الخارج . فتوجب علينا القاء الضوء لتوضيح الاسباب والدوافع لهؤلاء وكذلك توضيح الصورة الكاملة لقوى النضال العراقي في الخارج احزابا وكُتلا وشخصيات . الاسباب والدوافع والمؤثرات لقد تًكون مزاج الشارع السياسي العراقي الرافض للقوى التي جائت مع المحتل من الخارج تحت عبائة المظلومية ونصرة المظلومين وحب الشعب العراقي والتدين بالاقاويل ، لانقشاع غيمة هذا الادعاء واتضاح الصورة جليا لهذه الثلة المتاجرة بالمظلومية والدين بسلوكهم الشائن العميل للمحتل والتابع بولائه الى ايران لتحقيق اجندتها وما أقدمت عليه من جرائم بحق ابناء الشعب والسعي لبث النزعة الطائفية تعاونا مع عملاء الحزب الاسلامي وغيرهم من صغار القوم . وان ما اقدمت عليه الاحزاب القادمة من الخارج تحت ظلال احذية المحتل من تدمير متعمد للبنية التحتية وسرقة جميع موارد البلد مما اثقل كاهل المواطن اقتصاديا وامنيا ومصادرة حق الشعب في العيش بحرية وكرامة وتغييب هويته الوطنية وحرمانه من التعليم لخلق طبقة جاهلة تتقبل افكارهم المنحرفة . والى جانب الدور الذي لعبه المالكي وحزبه بتشويه الحراك الوطني في الداخل واتهام المنتفضين في البصرة والمثنى ومدن الجنوب بالدواعش وبعثيين وممولين من فرنسا . قام المالكي وجهاز الامن اللا وطني بتهديد وشراء ذمم نفر قليل من الناشطين وقسم منهم مندس بين المنتفضين بتوجيه امني لاقناع الناس ان بعض الناشطين تراجعوا وهذا غير صحيح بالمرة . واهتمت الاجهزة الامنية كثيرا بتشويه الحراك الداخلي وضرب روح التضامن التي تلقاها هذا النشاط الوطني من جميع احرار العراق في الخارج الذين سهروا الليالي للتواصل مع العالم الخارجي لدعم الانتفاضة والحراك الوطني في العراق وايصال صوتهم ، متجشمين بذلك الصعاب والمضايقات من اجل التضامن الحقيقي مع اخوتهم شعورا منهم ان ذلك واجبا وطنيا دون منة أو فضل . ومن ابرز مهام نشاط الجيش الالكتروني والاعلامي والمندسين الذي انشأئه وموله المالكي من اموال الشعب المسروقة ، بناء حاجز بين نشطاء الداخل واخوتهم في الخارج بحجج واهية وكثرت هذه الاقاويل في كل تجمعات الناشطين ومؤتمراتهم حتى تسرب هذا الحث الخبيث لنفوس البعض ليدًعوا ان المناضلين في الخارج يعملون لقطف ثمار الانتفاضة وهذا الامر مثير للغرابة لان من تضامن واستخدم كل وسائل التواصل الاجتماعي وتابع هو حريص ومقتنع تماما ان مناضلي الداخل هم الاصل في كل عمـل وطني دونهم تبقى كل المشاريع حبرا على ورق . وهذا يدفعنا لايضاح :- مـن هـم الاحرار المتواجدين خـارج العـراق ؟ منذ الاحتلال عام 2003 اضطرت نخبة وشريحة كبيرة من العلماء والمثقفين والعسكريين واساتذة الجامعات والوطنيين بالهروب من كواتم الاغتيالات التي طالت الالاف منهم على يد قوات الاحتلال ومخابرات دول الجوار والكيان الصهيوني ، وبعدها الموجة الكبيرة التي خرجت من العراق عامي الجثث المجهولة 2006/2007 و اندلاع القتل على الهوية إثر تفجير مرقدي الامامين العسكري والهادي عليهما السلام من قبل إيران والتي رافقتها حملة التهجير الطائفي . وتلتها موجة التهجير القسري نتيجة الاعمال الارهابية فمنهم من استطاع ان يحزم حقائبه ويهاجرعابرا لحدود الارض والبحث عن امان . وبعد ذلك موجة الشباب العراقي عندما فقد الأمـل من حكام المنطقة الخضراء في توفير ابسط مقومات الحياة للمواطن فركب قوارب الموت المعروفة الى اوروبا من تركيا ومن اندنوسيا الى استراليا بحثا عن بصيص أمل ! . ولا يفوتنا أن نذكر مجموعة المعارضين للنظام الوطني قبل الاحتلال الذين رفضوا الاحتلال والتامر على البلاد والاستقواء بالاجنبي مضطرين بالتواجد خارج العراق لرفضهم الاحتلال ومخلفاته من عملية سياسية ودستور وبرلمان وان تأثيرهم في الداخل ملموسا قائما . لقـد أنظم الى مناضلي الخارج الكثير من الناشطين الذين استهدفتهم ادواة السلطة من خلال القضاء والمليشيات وهددتهم وعوائلهم بالاعتقال الظالم وعمليات الاغتيال التي نفـُذت بالكثير منهم مثل الشهيد هادي المهدي والشهيدة الدكتورة سعاد العلي و الشهيد المفكر الدكتور علاء مشذوب وغيرهم الكثير والمختطفين المغيبين كجلال الشحماني وفرج البدري و واعي المنصوري والاف غيرهم من محافظات العراق كافة . المقــاربـة :- نحن أمام صورة واضحـة المعالم بكامل ابعادها تتمثل بالحراك الوطني في العراق بكافة مسمياته والذي يقدم اغلى التضحيات ويجسد عنفوان شعب العراق برفضه للظلم وتصديه لاستهتار المليشيات وحكومة المنطقة الخضراء بحياة العراقيين وقيادته النضال من اجل حياة كريمة لابناء الوطن ويواجه الغدر المليشياوي بكل اصنافه لتكتمل الصورة بالعمل الوطني لعراقيو المهجر ونضالهم المتلازم مع انتفاضة الشعب ودعم الحراك لناشطي الداخل اعلاميا والتواصل مع المنظمات العالمية وهذا هو واجب وطني يؤديه العراقيون في الخارج . وليس هناك عراقي في المهجر ليس له اخ او ابن اخ او ابن عشيرة الا وساهم ويساهم بالنشاط والحراك الوطني الرافض للعملية السياسية ونتائجها التدميرية . ويبقى السؤال البديهي من الطرف المستفيد من خلق حالة نفـور بين الداخل والخارج ؟ الاجابة لا تحتاج لعناء في التفكير، فإن اطراف العملية السياسية واحزابها الطائفية ومليشياتها هي الطرف الذي من مصلحته بناء حواجز بين ابناء الوطن الواحد في الداخل طائفيا وبين الداخل والخارج بمحاولة شق الصف في بث عدم الثقة والشكوك لاضعاف النشاط الوطني عموما واستمرار هيمنتهم على مقدرات البلاد . فعندما يُحذر الاخوة في الخارج من ظاهرة تضر بالنشطاء ذلك حرصا عليهم واذا ما دعوا نشطاء الداخل للتصدي الى بعض الدكاكين السياسية فان لديهم ما يحملهم على ذلك ! . ويقينا ان الاحرار من منظمات سياسية وطنية مختلفة وشخصيات وناشطي شبكات التواصل الاجتماعي في الخارج لا يئلون جهدا في دعم النشاط الوطني والحراك الشعبي بكل توجهاته ويحرصون على اخوتهم وابنائهم ولا يشككون بأحد . لم تترك السلطة وعملائها الساحة فارغة في الخارج كما هو الحال في الداخل لبث سمومها وجواسيسها لتخريب النشاط الوطني ونتلمس في احيانا كثيرة هذا النشاط الذي يحقق بعض النجاحات في البقع الرخوة إلا إن يقضة شبابنا وتجربة كبارنا تجعلنا اكثر صلابة امام خبث الاحزاب الحاكمة ومليشياتها ونعمل معا فنحن ابناء وطن واحد . لقد دفع المحتل واذنابه بشريحة واسعة من ابناء هذا الشعب العيش مجبرين خارج اسوارالوطن . ان الوطنية ليست صكوكا يصدرها تنظيم او شخص انما هي ولاء وتفاعل المشاعر من اجل بناء وطن يليق بأهله . المتظاهر من اجل حقوق شعبه وطني ومن يسهر لاجل اسماع صوت اخيه المتظاهر كذلك . تراصــــوا وســدوا الثغــرات فان عراقيو المهجر عينهم على وطنهم وأهاتهم تمتزج مع صرخات الداخل ويقبــلوا جبـاه الابطـال حاملي الراية نشطاء الحراك الوطني . عـــاش العــــراق .