منذ قيام ما يسمى دولة ( إسرائيل ) على أنقاض الشعب العربي الفلسطيني ونكبته عام 1948م شرع الإحتلال بنصب الحواجز العسكرية في كل أرجاء فلسطين التاريخية بهدف خنق أبناء شعبنا وترويعهم والتضييق على حياتهم وأرزاقهم ومعيشتهم من ناحية, ومن ناحية أخرى ممارسة القتل والقمع والحبس والتعذيب بكل ألوانها العنصرية والفاشية والنازية ديدن الصهيونية التي إنبثقت أصلاً من رحم النازية الألمانية, وتلقت كل أشكال الدعم والإسناد من القوى الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية راعية الإرهاب والجريمة العالمية التي قدمت للإحتلال الصهيوني كل سبل ووسائل الجريمة وتكنلوجيا الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الممنهج ,دفع شعبنا الأعزل لقائها مئات الاّلاف من الشهداء ضحايا الإرهاب الصهيوني الأمريكي المبرمج ,وملايين المهجرين من ديارهم خارج أوطانهم لم تسعفهم حتى هذه اللحظات كل قرارات الشرعية الدولية التمتع بحق العودة وفق القرار الدولي (194). وبعد مرور أكثر من خمسين عاماً على إحتلال فلسطين وما رافقها من مقاومة باسلة شكلت نموذجاً عالمياً يحتذى في مواجهة كل أشكال الظلم والإستبداد, ورأس حربة في النضال القومي ضد الثالوث الإمبريالي الصهيوني الرجعي المعادي لأمتنا العربية برمتها وليس فلسطين فحسب , تم التوصل في العاصمة النرويجية أوسلو لإتفاق مرحلي وقع من قبل منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة (فتح) والكيان الصهيوني الغاصب ,يلتزم بموجبه الطرفان بمحددات السلام العادل والشامل وفق قرارات الشرعية الدولية والإنسحاب من كافة الاراضي المحتلة عام 1967م بما فيها القدس وكذلك حق تقرير المصير وعودة جميع اللاجئين الى أوطانهم. لقد أشاع هذا الإتفاق أجواءً من السلام والأمن والإستقرار لدى أبناء شعبنا التواق للحرية والخلاص من جرائم الإحتلال اليومية ,وحقناً للدم الفلسطيني المسال أنهاراً عبر مجازر جماعية عديدة إرتكبتها العصابات الصهيونية وجيش الإحتلال عبر سني الإحتلال الممتدة عشرات العقود من الزمن قبل الوصول لأتفاق أسلو ..تلك الأجواء المزيفة التي ما لبثت حتى إنكشفت النوايا والدوافع الحقيقية للاحتلال ومن خلفه الولايات المتحدة الذين أرادوا من الإتفاق مجرد مقبرة لؤد القضية الفلسطينية ,وقد إستغلته دولة الكيان الغاصب أبشع إستغلال من خلال مضاعفة وتيرة الإستيطان والتهويد في مناطق الضفة الغربية والقدس , وزيادة أعمال القتل اليومي بدم بارد على مئات الحواجز العسكرية المنصوبة على كل مداخل مدننا وقرانا وبلداتنا كالمقصلة على رقاب المواطنين والإنسانية يمارس خلالها كل صنوف القهر والبطش والتعذيب والإذلال والتجويع . وفي السياق لابد من الإشارة الى أنه كلما إقترب موعد الإنتخابات الإسرائيلية كلما تصاعدت معها وتيرة القتل والجريمة وكافة الممارسات التعسفية ومصادرة الأراضي ومضاعفة التهويد كدعاية إنتخابية في الشارع الصهيوني الذي بات في غالبيته متعطشاً للدم العربي الفلسطيني ليصبح جزءً من جوقة مصاصي دماء البشرية على مستوى العالم والتي مقرها الأساس العاصمة الأمريكية واشنطن رأس الأفعى الذي يلحق أضراراً بالغة بحق الأنسانية والكون والمناخ ..مما يؤشر على مجتمع فاشي نازي بنبهر لسيل الدماء العارمة والبريئة الجارية كالأنهار في الأراضي العربية المحتلة ..ويقرر صوته الإنتخابي لصالح ممارسة الجريمة وإسالة الدماء وحجم القتل والبطش والقمع الممارس يومياً بحق المدنيين الفلسطينيين القابعين تحت نير الاحتلال البغيض. إزاء كل ذلك وأمام مخاطر الموت اليومية على حواجز الإحتلال الصهيوني المنتشرة كالسرطان بين كل مدينة ومخيم وقرية في الضفة الغربية والقدس بات لزاماً على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إتخاذ القرارات الشجاعة مهما كان ثمنها السياسي والأمني والإقتصادي في سبيل حماية شعبنا ووضع العالم والأمتين العربية والإسلامية أمام مسؤوليتهم التاريخية في ظل إستمرار الإحتلال والإستيطان والتهويد الذي يكاد يبتلع كل الأرض الفلسطينية ومقدساتها ,وكذلك أعمال القتل والحبس وجرائم الحرب والإبادة التي تسحق كل يوم عظام أطفالنا وشيوخنا ونسائنا وشبابنا . أننا اليوم مطالبون جميعاً بالقفز عن خلافاتنا على كعكة زائفة في ظل ما نتعرض له من تهديد وجودي يستهدف شطب القضية وقتل الأنسان والشعب بل وإستهداف العروبة برمتها في ظل ما نشهده من تكالب الأمم عليها وهذا يتطلب أيضاً ضرورة وضع إستراتيجية فلسطينية عربية مقاومة كفيلة بدرء المخاطر ومواجهة التحديات التي تستهدف وجودنا وعروبتنا.