ألم تكن الأوضاع المتردية والمأساوية في البلدان العربية دافعاً لشعبنا للثورات والاحتجاجات وارغام الحكام على الاستجابة لهم ووضع حد للخنوع المذل ؟! وألم يكن ما حققه اصحاب" السترات الصفراء" من ارغام السلطات الفرنسية على الاستجابة لمطالبهم ومواصلة احتجاجاتهم للاسبوع 12 مما يقتدى به !؟ ان قراراً برفع أسعار البانزين قد حرك الاف الفرنسيين في تظاهرات احتجاجية عارمة حولت باريس الى مدينة اشباح !واقلقت العالم الغربي واوربا ؟! الا العرب فصمتهم الغريب وخنوعهم غير المبرر، باستثناء ما تشهده السودان مؤخراً من تظاهرات ، يتقاطع ومدى الحيف وغزارة الدماء المسفوكة وملايين المشردين اذ يوجد، حسب التقرير الصادر أواخر عام 2018 عن قمة دبي العالمية ،30 مليون عربي تحت خط الفقر، و57 مليون عربي امي ، و13.6مليون طفل لم يلتحقوا بالمدارس ، وان 5 دول عربية بينها العراق وحتى اخر احصائية لعام 2018 هي في صدارة قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم ،وان 75% من اللاجئين هم من العرب، اذ تم للفترة 2011 ـ 2017 تشريد 14 مليون عربي اغلبهم من سوريا والعراق ! وان مليون ونصف عربي قتلوا او جرحوا خلال نفس الفترة ، وان الخسائر في الإنتاج العربي بلغت 300 مليار دولار العام الماضي !؟ ولو اخذنا نماذج عربية منفردة كالعراق وسوريا وليبيا إضافة لما يجري في اليمن لكانت الأرقام كارثية !فقيمة ما اهدر من المال العام في العراق خلال الفترة 3003 ـ 2016 زاد على التريليون دولار اكثر من نصفها سرقات المتسلطين الفاسدين ، وان النفط العراقي والليبي يسرق من قبل الأحزاب المتنفذة وميليشياتها ويباع بأسعار بخسة ،وان اكثر من 60% من المدن قد دمرّت تماماً ، مع حرمان الاغلبية من ماء الشرب والكهرباء والخدمات الأساسية !وان نسب الامية والبطالة والفقر في تزايد مخيف ،والديون في تصاعد رغم الثراء النفطي والخيرات الأخرى اذ تبلغ ديون العراق اليوم 133 مليار دولار رهنت البلاد للبنك الدولي وصندوق النقد ونادي باريس للدائنين! و لم يبق للأمة أي اعتبار ،اذ خرجت من سباق التنافس على تسّيد إقليم الشرق الأوسط !وووهنت فلم تعد القوة الرادعة والموازنة للكيان الصهيوني!؟ وصارت دول الجوار الطامعة تنهش جسدها الخائر، فها هي ايران الملالي تتبجح بان 4 عواصم عربية غدت تحت سيطرتها وان زحفها على حساب العرب لن يتوقف معلنة ان كل البلدان العربية تابعة للفرس ! كما ان لتركيا اطماعها المعروفة في العراق وسوريا اذ تتواجد عسكرياً داخل الأراضي العراقية في أعالي نينوى وحربها اليوم في غرب الفرات في سوريا !ووصلت الأمور الى ابتزاز الرئيس الأمريكي ترامب لمئات المليارات من مشايخ الخليج الصاغرين بدعوى حمايتهم من أعداء وطامعين، كأيران مثلاً، التي جعلوا منها بعبعاً متغولاً كي يحلب العرب علناً!؟ فهل هناك حال أسوأ مما وصلنا اليه ! والى متى الصمت على الحكام الذين انحدروا بالأمة الى هذا الحال المزري ، والذين لم تظهر (مراجلهم ) الاّ على أبناء شعبنا!؟ فعلام السكوت ، ولا امل بانتظار الغيب ؟! ولابد من هبة شعبية حقيقية ووقفة رجولية صادقة تصعق وترعب الحكام وكل من له أطماع واجندات معادية ! فالاوضاع باتجاه الهاوية ولن يتوقف الأعداء عند قضم الأرض وتفتيت البلدان وتمزيق خارطة الوطن العربي وفق سايس ـ بيكو جديدة ولن يكتفوا بنهب الثروات و الطمع بالنفط العربي حسب وانما استهداف الوجود العربي وإرادة انساننا! فلا يريدون البقاء للحضارة العربية المشعة والماضي المجيد المؤثر بثقله المشرّف .