لقد كان النصر العظيم الذي تحقق في الثامن من آب عام 1988 نصراً مؤزراً للأمة؛ حينما أحبط صناديد الجيش العراقي حلم الدجال خميني في السيطرة على الوطن العربي فيما لو احتل جنده العراق. ولكن ما عجزت عنه إيران حققته لها أمريكا بغزوها للعراق واحتلاله وإسقاط نظامه الوطني في التاسع من نيسان عام 2003، بل وسلمتها القطر لقمة سائغة بمعونة حفنة من الخونة والعملاء. واليوم تسيطر إيران على العراق وسوريا ولبنان واليمن بالإضافة إلى الأحواز التي تحتلها منذ العشرين من نيسان عام 1925، كما يقوم حكام طهران بدعم العصابات الإجرامية وتشجيعها على التخريب والعمليات الإرهابية ونشر الفوضى في الأقطار العربية. ولمجابهة هذا المد الاستعماري الفارسي، يتوجب على جماهير الأمة العربية أن تحمل السلاح وتقاتل المحتل الإيراني وأعوانه في المنطقة. ولكي تنجح حرب التحرير الشعبية وتحرر أقطارنا العربية السليبة فلا بد من تأسيس جبهة للقوى الشعبية العربية تقود الكفاح المسلح الشعبي وتنظم مساره وتضمن عدم انحرافه عن أهدافه الأساسية. ولا يمكن للجبهة أن تنبثق بطريقة سليمة وتمارس عملها السياسي والعسكري دون توافر عوامل أساسية تمهد لبدء حرب التحرير الشعبية وهي : 1- القطيعة الكلية مع القوى والعناصر الموالية لإيران أو المهادنة لها، والتعاون مع الفصائل والشخصيات المناهضة للمحتل الإيراني وأذنابه. 2- الاعتماد الكلي على الشعب العربي كداعم ومساند لثورة التحرير الكبرى بعيداً عن ألاعيب القوى الدولية والأنظمة العربية المشبوهة. 3- توفير خطاب إعلامي رصين ومتزن يفضح جرائم النظام الإيراني وعملائه وينبذ الطائفية والمناطقية والعنصرية وكل ما يقسم الأمة ويشتت جهودها في معركة التحرير المنشودة. 4- التواصل مع الأحزاب والحركات المعادية للامبريالية الغربية والكيان الصهيوني من أجل إيصال صوت العرب إلى الرأي العام الدولي وتوضيح أن كفاح العرب التحرري ضد الاحتلال الإيراني هو جزء من النضال الثوري العالمي ضد الرجعية والفاشية والاستعمار. 5- استهداف مصالح إيران الحيوية في الوطن العربي والدول والجهات المساندة لها. 6- توحيد الساحة الميدانية القتالية في المنطقة العربية وخصوصاً في الأقطار المحتلة من قبل إيران. 7- الاستعانة بضباط الجيش العراقي البطل وجنوده والاستفادة من خبراتهم في التصدي للقوات الإيرانية. وكما انتصر شعب العراق وجيشه الباسل في منازلة قادسية صدام المجيدة في ثمانينيات القرن الماضي، فإن أمتنا المعطاء قادرة على سحق العدو الإيراني الغاشم وتحرير الأقطار العربية المحتلة. إن النصر قادم لا محالة بهمة ثوار الأمة وأحرارها وعزيمتهم، وعلى رأسهم مناضلو البعث. وما ضاع حق وراءه مطالب.