كثرت الأمل يفسد العمل ( الشيخ معروف الكرخي رحمه الله ) استعرت مقولة من أقوال الشيخ العالم الجليل معروف الكرخي رحمه الله ، حيث تصلنا يومياً عدد من الرسائل على شبكات التواصل الاجتماعي تبشر بالخلاص من المليشيات ومن تبعية ايران ، وهذا شئ مفرح لكل ابناء العراق حيث تحملوا الكثير من الويلات والدمار والقتل والتشريد وأصبحت معظم عوائل العراق تعاني من فقدان ابناءها ، حتى أولئك الذين انخرطوا في ما يسمى بالحشد الشعبي وقد غرر بهم وظل العملاء وعوائلهم بعيدين عن كل اذى وكما يقول المثل الشعبي العراقي ( وگعت برأس ولد الخايبة ) . لقد جعلوا كل العراق يعيش في مأتم وحزن وادخلوا الكراهية في نفوس ابناءه ، ونسوا ظلم الأمريكان واحتلالهم البغيض للعراق وقتلهم وتدميرهم لكل شئ ، واليوم يطلبون العون للخلاص من ايران وعملاءها ومليشياتها ( هو شنو الي جابك على المر غير الامر منه ) هذا تبرير معظم العراقيين ، وقد نقبل بهذا العون ولكن تحت شروط الكرامة العراقية التي طرحتها مطالب حزبنا المناضل حزب البعث العربي الاشتراكي ، وهي تحفظ ماء وجه العراق ولا تفرط بحقوقه واعتبار ان احتلال العراق باطل ويترتب على ذلك تعويض العراق ، وليس كما يشاع من أقوال الرئيس الامريكي ترامب والتي تدعوا الى استغلال ثروات العراق من اجل تخليصه من ايران وكأن ايران جاءت من دون عونهم ، وهم من أعطاها الضوء الأخضر لاحتلال العراق وإطلاق يدها في تدمير العراق وتغيير خارطته السكانية ، واشاعة منطق تدمير كل شيء عراقي . إن الاهتمام بهذه الأخبار ومتابعتها وترويجها والتصديق بها ، يعتبر جزء من التخدير وان من يروج لها مواقع وصفحات تابعة لإيران ، وعليه يجب عدم ترويج هذه الأخبار ، والتأكد من مصادرها ، وقد وقع الكثير منا في شرك هذا الخبث الاعلامي . نعم هذا ما نسميه في علم النفس الاعلامي الغلو في الأمل ، والصدمة ان نتائجه سراب يقتل روح المقاومة والدفاع الشرعي عن وطن مزقه الغزاة ، أمريكان وإيرانيين ، كما ان هذا الاسلوب اتبعته الكثير من الدول بغية تفريغ شحنة الجماهير التواقة للتخلص من الظلم والاضطهاد و يقلل من روح الاندفاع الوطني الذي أسست له المقاومة العراقية الباسلة. وأتمنى ان يتبنى الرفاق في شبكة العز المناضلة ، استراتيجية إعلامية في اُسلوب تناول اخبار الوطن لانها زاد كل مواطن ، وان يكون لديها قسم متابعة وتنقية الأخبار وتقديمها الى جماهيرنا من خلال استخدام كل وسائل التواصل الاجتماعي ، و لا يمكن تحقيق ذلك الا من خلال اعتماد عدد من الرفاق في الداخل كمراسلين متطوعين لهذا العمل الاعلامي وهو جزء من المقاومة ، وتسجيل ما يشاهدوه واستثمار إمكانيات الهواتف النقالة. علينا جميعاً ان لا نفرط كثيراً في الأمل ، بل علينا ان نضع ثقتنا في قيادتنا المناضلة المجاهدة ، وان نساندها بكل ما نملك ، وان نستثمر وعي ابناء شعبنا الذي ادرك ان ما جاء به الاحتلال باطل وان كل من في العملية السياسية عملاء قادوا اجندة تدمير العراق وشعبه، وان البعث هو المخلص وان عودته لقيادة العراق هي الحل الوحيد كي يعود العراق الى مكانته العربية والدولية ، ويعود شعبه عزيزاً كريماً، ضمن جبهة وطنية تضم كل القوى الوطنية العراقية التي قاتلت الاحتلال ، وهذا هو الأمل وغيره لا امل ، والتوكل على الله وحده.