لقد قيل لا يأس مع الحياه، ولا حياه مع اليأس. يعيش الانسان في هذه الحياه حلوها ومرها، فرحا وحزنا، يسرا وعسرا، نجاحا وفشلا،متفائلا ومتشائما ، فقيرا وميسور الحال، لا يثبت على حال، فدوام الحال من المحال، وسنه الحياه التبديل والتغيير والتطور وليس السكون والجمود. فالافراد الذين يشكلون المجتمعات يمر عليهم ظروفاً متنوعه ومتغيره على كل الصعد والازمان والاماكن. والصفات لدى بني البشر جسدياً و روحياً ، مادياً ومعنوياً، آمال وطموحات، رغبات ونزوات، علماً و جهلاً، تقدماً وتخلفاً متفاوته، ويلعب الجانب العلمي والثقافي والمادي دوراً بارزاً في حاله الاختلاف والتباين ارتفاعاً وهبوطاً في بناء الصوره ورسمها بالشكل الذي يتناسب مع المعطيات الآنف ذكرها. فالانسان هو اللبنه الاساسيه في خلق المجتمع المدني الانساني المتطور ويبقى هو الاداه والوسيله الرئيسيه وغايته بنفس الوقت على الرغم مما يشهده العالم من تقدم في مجال التطور الصناعي والتكنولوجي فهو الذي صنع الالات ويقوم بتشغيلها والهدف هو التغيير والتطوير للمجتمع حتى يرقى بافراده نحو الرفاه والعيش الحر الكريم والرغيد. من هذه المقدمه علينا كافراد وجماهير وامه عربيه في هذه الظروف الصعبه والاليمه التي تعيشها من فقر وبطاله وجوع وحرمان من ابسط الحقوق الانسانيه في الحريه بالقول والفعل وبحريه التعبير والحصول على العمل ويسر وسهوله التنقل والحركه وامتلاك المسكن وفي تكافؤ الفرص على اساس الكفاءه والاجتهاد والحق بالمساواه وتوفير وتسهيل حق التقاضي والحكم بينهم على اساس الحق والعدل والانصاف في قضاء كفؤ وعادل ونزيه ومستقل لا يتبع الا ضمير القاضي الحي الطاهر والخالي من اي غرض او شائبه. فالعدل اساس الملك ... فتلك مسؤوليه النظام والحكومات. ان تلك المعطيات لا تأتي احياناً وفق ما يتمناه المواطنون، فهذه الحقوق لا تأتي منحه او هبه وانما تؤخذ و تنتزع انتزاعاً والاساس في هذا هو الاراده والحق والجرأه في نيلها واخذها. "ان الله لا يغيرما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". ان الناظر الى احوال الامم والشعوب والى احوال شعبنا العربي وامتنا العربيه على وجه الخصوص يجد بان العام منها ينعكس تلقائيا على الخاص فهناك ترابط جدلي وتاريخي بينهما. فكيف للمواطن ان يعيش كما يتمنى بحريه وكرامه وعيش رغيد واقطارنا العربيه تعيش بمجملها حاله من التفكك والاحتراب والتبعيه للاجنبي فلا الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وفي كل الجوانب يرقى الى مستوى يحفظ للمواطنين الحد الادنى من المستوى الذي تنص عليه دساتير هذه الدول ولا المعاهدات والاتفاقيات الدوليه والمنظمات الحقوقيه والاجتماعيه والانسانيه ومنظمات حقوق الانسان الذي نص عليه العهد الدولي. ان هذا الوضع الذي نعيشه ليس قدرا محتوماً مفروض، وانما هو انعكاس لحاله الضعف والخوار التي نعيشها وهي حاله انعدام اراده النهوض والتغيير والانغماس في اللاباليه والاتكاليه وعدم تحمل المسؤوليه والتردد والانهزاميه والانتهازيه والانانيه . فالواجب الديني والوطني والقومي والانساني والاخلاقي يحتم على كل فرد في المجتمع ان يكون مهمازاً للعمل الجاد الذي يبني ولا يهدم والمبادر دائما لصنع الحاضر الجيد لمجتمعه والغد الافضل والارقى ولا ياتي ذلك الا بتوفر الاراده والارتقاء بمستوى الوعي والاستعداد للتضحيه والعمل الدؤوب والالتزام بالمبادئ والاهداف الساميه التي تعلي صرح الاوطان وتحمل مشاعل الحريه والنهضه والانعتاق فاراده الشعوب تصنع المستحيل وتتحدى كل المعوقات والعراقيل وهذه حتميه التاريخ فبمقدار وكيف انا ونحن نفكر .ونعمل ونجد ونجتهد نكون ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) وان غدا لناظره قريب