كتب الرفيق العزيز الدكتور خضير المرشدي مقالاً تضمن رؤية وطنية وقومية حول موضوع اجتثاث البعث ، القرار الباطل والمجحف بحق العراق والامة العربية والذي ادى الى انهيار احد أعمدة الفكر القومي العربي ، بل اهم مشروع عربي ثوري صادق في الحياة السياسية العربية الحديثة . اكثر من خمسة عشر عاماً على اجتثاث البعث ، فما هي البدائل التي جاء بها الاحتلال الامريكي ومن معه ، مجموعة من الحاقدين على الشعب العراقي ، ومهمتهم الأساسية التي كلفهم بها اسيادهم تدمير العراق بكل مايحتويه شعباً وأرضاً ومياهاً ، والقتل بكل صنوفه وخاصة تصفية العلماء والمبدعين ضمن قوائم أعدتها المخابرات الإيرانية والاسرائيلية ، كما جرى تدمير البني التحتية التي أنجزتها الدولة العراقية الوطنية ، وهذا هو الاجتثاث الحقيقي بكل دوافعه واتجاهاته ، وليس الاجتثات فقط الحرمان من العمل السياسي وقطع الأرزاق ، انهم يجتثون العراق وهويته العربية والإسلامية . لو كنّا طائفيين لانتمينا الى حزب الدعوة او المجلس الأعلى او اخوان المسلمين ، ولَم ننتمي الى حزب البعث العربي الاشتراكي. إن ما يميز حزب البعث على أنه حركة شعبية نظرت إلى واقع الأمة بنظرة عقلانية وواقعية ، واستمد فكره من ارثها الحضاري العربي الاسلامي الغني بالإنجازات الحضارية قبل الاسلام وبعده ، فرأت أن الحل يأتي من الداخل ، عكس بعض الحركات السياسية في الوطن العربي التي غالبا ما تستمد أفكارها من الخارج أو باستخدام تراث الأمة في الاتجاه الخاطئ ضمن حماسة ضيقة النظرة. ولهذا فان التخطيط للعدوان على العراق واقرار غزوه واجتثاث البعث ورموزه لم يأتي من داخل الأمة بل من الخارج و بتواطؤ من عرب الجنسية ، ولهذا يبقى البعث حي ما دام يستمد بقائه وقوته من أبنائه المخلصين له وللشعب العربي . إن المطلوب من مكتبي الثقافة والإعلام والعلاقات الخارجية في حزبنا ان تضع رؤية شاملة وخطة عمل واقعية ، وهذه الحملة يجب ان تكون على المستويين العربي والدولي، و ان يكون للرفاق جميعاً دوراً في هذه المهمة النضالية ، وان يكون شعارنا لهذه الحملة : من أولى بالاجتثاث بعد مرور اكثر من خمسة عشر عاماً؟