التحرك الأمريكي الأخير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط مع اطلالة العام 2019 يوحي بان هناك جديداً في موقف إدارة ترا مب من النظام الايراني ، اذ يلاحظ المتابعون والمحللون الارتباك الإيراني من الحراك الأمريكي الذي شهدته المنطقة اذ قام بومبيو وزير الخارجية الامريكية بزيارة بغداد وعمان والقاهرة ،وجولة جون بولتون في تركيا وإسرائيل ،فضلاً عن التحضير الأمريكي لمؤتمر وارشو الذي سيعقد في شباط / فبراير المقبل للتصدي للنظام الإيراني !والتحرك المضاد للوبي الإيراني ( المجلس الأطلسي ) بإعلان استضافة مؤتمر قبل يوم واحد من مؤتمر وارشو لمناسبة الذكرى 40 لوفاة خميني بحضور وزير خارجية ايران محمد جواد ظريفي وشخصيات أمريكية واوربية اخرى! لاسيما وان الأوضاع في ايران عموماً في انحدار.. تدهور اقتصادي كبير، انهيار في العملة و تضخم مع اغلاق بازار طهران الكبير، وتفاقم ازمة الكهرباء وارتفاع نسب الفقر والبطالة واتساع الاحتجاجات وقيام المتظاهرين باحتلال مكاتب المرجعيات والولي الفقيه وتمزيق صور خامئني وروحاني في المدن الرئيسية وبالأخص في قم ومشهد ونجف آباد بعد ان فقد المعممون الهالة المصطنعة التي احاطوا انفسهم بها ! ووصل التحدي للحرس والباسيج واطلاعات والقوى الأمنية القيام بأجرأ عملية بطولية مسلحة في الاحواز العربية المتمثلة بالهجوم على المنصة الرئيسية للاستعراض العسكري لمناسبة ذكرى الحرب مع العراق وقتل العشرات من كبار الضباط والرسميين! فما جديد إدارة ترمب وهل يتعدى الموقف الأمريكي تعديل سلوك نظام الملالي الى تغييره !؟ ان حقيقة العلاقات وتخادم المصالح الامريكية ـ الإيرانية ، وعدم نفاذ الحاجة لنظام طهران لتنفيذ كامل المخطط الأمريكي للمنطقة .. ورغم التصعيد المتبادل والدعوة الامريكية الى التصدي لإيران ، والتحدي المقابل من قبل نظام طهران بالقيام بمناورات جوية وتباهي روحاني بانهم سيغزون الفضاء .. يؤكد ان لا جديد ! وان واشنطن مقتنعة من ان ايران ستذعن وتأتي الى مائدة التفاوض لصياغة اتفاق جديد يشمل كل الأنشطة وبالأخص الصواريخ الباليستية الى جانب الملف النووي وانها ستنفذ شروط الإدارة الامريكية الأخرى ومنها خروج ايران من سوريا ووقف دعم حزب الله اللبناني والمليشيات الأخرى ،وهو هدف الامريكان الاساسي المعلن لاحتواء وتعديل سلوك نظام الملالي وتقليص نفوذه ودوره في المنطقة ، ومع هذا ، وبالنظر للحراك المكثف وتغريدات ترمب التصعيدية ورسم صورة للمنطقة وكأنها مقبلة على المنطقة على حرب وشيكة ! فقد يتطور الموقف باتجاه عدم ممانعة واشنطن من تغيير نظام طهران وربما الدفع في هذا الاتجاه، اذ ان جون بولتن عند مشاركته في احد مؤتمرات باريس للمعارضة الإيرانية قبل سنتين قد وعدهم بان يحتفل معهم في طهران عام 2019 !؟! وما يعزز ذلك ..الانسحابات او إعادة انتشار القوات الامريكية في المنطقة ،وسحب بعض الوحدات من الكويت لتعزيز بعض القواعد العسكرية في العراق ،والتحرك لمحاصرة ايران بالقاعدة من جهة افغانستان وداعش من جهة العراق وسوريا ، وتأكيد بومبيو في تصريحاته في القاهرة على طمأنة الحلفاء العرب بالتزامات واشنطن تجاههم فيما يخص التهديد الإيراني وما يقال عن تبني واشنطن لاقامة حلف استراتيجي ( ناتو عربي ) يضم دول الخليج العربي الست إضافة الى مصر والأردن للتصدي لارهاب النظام الإيراني! وبما يحقق الاستقرار الإقليمي! ومع كل هذا يبقى الأرجح .. ان لاجديد في موقف إدارة ترمب تجاه الحليف والشرطي نظام الملالي! ولكن التفريط به، كما حصل لشاه ايران السابق ومانديلا الفلبين، وارد بعد ان اصبح نظام الملالي مرفوضاً داخلياً واقليمياً ودولياً .