الأخوات والأخوة / الرفيقات والرفاق نحن هنا اليوم لنقول معكم كفى كفى هذا النظام الطائفي البغيض ازدراءً للغالبية العظمى من أبناء شعبنا المقهور المعذب، وتهميشاً للمناطق الشعبية التي تزداد فقراً وحرماناً يوماً بعد يوم، كفى طرابلس إبعاداً عن خارطة الإنماء المتوازن وتركها رهينة الفقر والبؤس حتى أصبحت المدينة الأفقر على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وذلك باعتراف المؤسسات والهيئات الدولية والعربية أجمع. كفى أبناء طرابلس فقراً وتجويعاً ومرضاً وتهجيراً قسرياً إلى الخارج حيث لم يكن ينتظرهم سوى قوارب الموت والغرق على السواحل والشطآن القريبة والبعيدة. كفى إهمالاً للمدينة التي لم تخرج يوماً عن ولائها للوطن والمحافظة على نسيجه الاجتماعي والشعبي فلم تقابلها السلطة سوى بالجحود وإغراقها ي المزيد من الحرمان. هل سألتم يوماً عن عدد أبناء طرابلس في المؤسسات الرسمية، الحكومية الوزارات، الضمان الاجتماعي، مصلحة المياه والمرفأ وغيرها، حيث لا يوجد سوى النذر القليل منهم، فيما الوظائف والمواقع الأساسية محجوزة للمحظوظين وأصحاب النفوذ وكل القوى التي تستقوي على طرابلس وتبخل عليها بأقل أقل مما تستحقه من حقوق. هل نتحدث عن الأمراض السرطانية التي تفتك بالمدينة وأهلها، جراء هذا المكب النتن من النفايات الذي جعل من المدينة تعيش وسط القمامة لا خارجها، كيف لا والروائح الكريهة والتلوث يطال كل بيت ومنزل وشارع وحارة ودسكره بطرابلس. ل نتحدث عن المعرض الذي تحول إلى خردة، مثله مثل الملعب الأولمبي، ومنشآت النفط وسكة الحديد، إلى البلدية العاجزة التي لم تجد ما تقدمه للناس من خدمات سوى الاستقواء على أصحاب العربات والبسطات من الفقراء والمعوذين دون أن تجد حلولاً جذرية لمعاناتهم. هل نتحدث عن مشروع طرابلس عاصمة اقتصادية للبنان، الذي ما زال في إدراج النسيان لأن هناك من لا يريد الخير لهذه المدينة ويعمل على إبقائها في غياهب التخلف والظلم الاجتماعي الممنهج والمنظم. هل نتحدث عن المناطق الشعبية في باب التبانة والقبة والسويقة وضهر المغر وباب الرمل والأسواق الداخلية والزاهرية وجبل محسن والميناء وكم هي نسبة الفقر بين أبنائها وكم هي خطرة حالات التسرب المدرسي واضطرار الأطفال على العمل المبكر. هل نتحدث عن الأمية ونسبة البطالة بين الشباب وخطر البطالة عليهم حاضراً ومستقبلاً وقد قيل يوماً في البطالة أنها أم الموبقات. هل نتحدث عن الفقراء الذين يموتون على أبواب المستشفيات فلا يجد ذووهم من يحميهم ويحاسب المتسببين بموتهم حتى لا تتكرر حالات الموت التي نتفاجأ بإخبارها بين كل ليلة ويوم. الأخوات والأخوة ما تقدم لا يشكل سوى القليل القليل مما نعيشه معاً من هموم ومعاناة ونجزم أن ليس في ذلك مبالغة أو تضخيم للأمور، وإنما هي الحقيقة والحقيقة التي تفضح هذه السلطة الغاشمة ورموزها من قوى مذهبية وطائفية لم يعد من إنجازات لها سوى أفقار الناس وتجهيلهم وتضليلهم لتبقى السلطة في أيدي هذه الرموز وعدم التفريط بها وأن انتقلت من الآباء إلى الأبناء والأحفاد وإبقاء هذا البلد مزرعة وبقرة حلوب لهم ولذراريهم إلى ما سنحت لهم الظروف بذلك وبقي سكوت الناس وصمتهم مستمراً على الاستعباد والقهر والاذلال. ما العمل والى أين المسير... باختصار شديد نقول: كلنا إلى الشارع إلى تنظيم جهودنا وقوانا وتوحيدها في مواجهة هؤلاء الذين من المستحيل أن يتخلوا عن مصالحهم أن لم تفكوا عنكم قيودكم الوهمية والتمرد عليهم والانتفاضة وصولاً إلى تحقيق الثورة الشعبية بكل مستلزماتها وأدواتها. فإلى المزيد من الوعي وتوحيد الصفوف. إلى المزيد من العمل الشعبي المنظم والضاغط على هذه السلطة لإجبارها على الاعتراف بأن الشعب هو الأقوى أن عرف كيف يوحد جهوده وينظم صفوفه. لسنا وحدنا في طرابلس من يدعو للمواجهة والنزول كلنا إلى الشارع. ففي مثل هذا الوقت بالذات هناك أكثر من اعتصام يشهده لبنان من أقصى الجنوب اللبناني إلى أقصى الشمال. لسنا وحدنا في المواجهة التي ستستكمل جهودها يوم الأحد القادم بتظاهرة مركزية في العاصمة بيروت لتتوالى بعدها التحركات الشعبية في كل مناطق لبنان. وحتماً، ستثمر جهودنا إلى ما هو الأفضل والأحسن لمستقبلنا ومستقبل أولادنا، فنحن لن نخسر في كل ذلك سوى قيودنا والسلام عليكم نبيل الزعبي 13/1/2019 كلمة ألقيت في الاعتصام الذي أقيم بطرابلس يوم الأحد 13/1/2019