في السادس من كانون الثاني عام 1921 صدر قرار وطني صرف من وزير الدفاع العراقي بتشكيل فوج عسكري تم تسميته فيما بعد باسم: الإمام موسى الكاظم؛ ليكون نواة للجيش العراقي الجديد الذي أنيطت به مهمة الذود عن حياض الوطن. ومع تأسيس الجيش العراقي اندفع أبناء الشعب من العمال والفلاحين والكسبة والمثقفين الثوريين للالتحاق بصفوفه، وقد تمثلت جميع الطوائف والقوميات والعشائر والمحافظات في تركيبته. إن الدفاع عن الوطن وفق ما تربى عليه منتسبو الجيش وتعلموه في الكلية العسكرية لا يكتمل إلا بالدفاع عن مصالح الشعب وإرادته الوطنية المستقلة، لهذا كان جيشنا الباسل في طليعة النضال الشعبي لتحرير العراق من الاستعمار وأذنابه. كما كان للجيش في ثورة مايس عام 1941 صولات وجولات ضد المحتل البريطاني، ونجح ضباطه الأحرار بتقويض الحكم الملكي العميل إبان ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958. وحينما اندلعت ثورة الثامن من شباط عام 1963 ضد الديكتاتورية القاسمية، كان الصناديد في جيشنا البطل قد التحموا مع كوادر البعث والجماهير المنقضة على أوكار الشعوبية الحاقدة، ولم يتأخر الأبطال في الجيش العراقي عن نداء الواجب فكانوا مع مناضلي البعث في تفجير ثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز عام 1968 التي أسقطت الردة التشرينية وشيدت الحكم الوطني الزاهر. لقد كان الجيش العراقي السابق جيشاً عقائدياً بامتياز، يؤمن بأن حدود العراق مع إيران هي البوابة الشرقية للأمة، وأن واجبه الوطني يحتم عليه التصدي لكل عدوان آثم على أي من أقطار الوطن العربي. فكان لجيشنا الباسل مآثر لا يمكن أن يطويها النسيان في حرب عام 1948 ضد العصابات الصهيونية في فلسطين، وله أكبر الأدوار في نصر العرب الاستراتيجي على الساحتين المصرية والسورية في حرب تشرين عام 1973 حيث نجحت الألوية المدرعة: السادس والثاني عشر والثلاثين مع ألوية المشاة الآلي في حماية دمشق ودحر قوات العدو الصهيوني المحتشدة بالقرب منها. أدركت الدوائر الامبريالية الغربية خطورة جيش العراق وقيادته الوطنية على مصالحها فحاكت المؤامرات ضد العراق، ولكن يقظة منتسبي الجيش أحبطتها جميعاً. فأعطت قوى الشر الضوء الأخضر للنظام الإيراني كي يبدأ بعدوانه الغادر على العراق في الرابع من أيلول عام 1980، ولكن جيشنا البطل تصدى للمعتدين بشجاعة منقطعة النظير، وتمكن من تجريع الدجال خميني سم الهزيمة في يوم النصر العظيم الثامن من آب عام 1980. جن جنون الغرب الاستعماري والصهاينة لنصر العراق في منازلة قادسية صدام فقاموا بالإيعاز للرجعية الحاكمة في الكويت باستفزاز العراق الذي رد بدخول الكويت فحاصروه في السادس من آب عام 1990 مستغلين ما جرى وشنوا العدوان الثلاثيني عليه في السابع عشر من كانون الثاني عام 1991، ولكن جيشنا نجح في الصمود في ملحمة أم المعارك ووجه ضربات موجعة للمعتدين ودك الكيان الصهيوني بصواريخ الحسين. ورغم ظروف الحصار والعدوان أثبت جيش العراق الباسل كفاءته العالية بدحره للزمر الإجرامية خلال حوادث صفحة الخيانة والغدر عام 1991 وتصديه للعدوان الإيراني على منطقة الحكم الذاتي وتحريره أربيل من نفوذ عملاء إيران في عمليات آب المتوكل على الله عام 1996. لقد أصبح العراق زمن البعث عقبة في وجه الإدارة الأمريكية، فأقدمت على غزوه وإسقاط نظامه الوطني في التاسع من نيسان عام 2003 وحل الجيش وجميع تشكيلات القوات المسلحة لتستبدلها بجيش مسخ دمجت به الميليشيات العميلة. لقد تصدى مجاهدو الجيش العراقي للغزاة في معركة الحواسم ببسالة ولهم في أم قصر ومطار صدام بطولات خالدة تشهد بشجاعة المقاتل العراقي، كما كان لمنتسبي الجيش البطل دور هام ورئيسي في تفجير المقاومة ضد القوات الأمريكية والبريطانية وحلفائها بعد احتلال بغداد. واليوم يفتقد شعب العراق لجيشه الباسل بعد أن ترك جيش بريمر حدود العراق مفتوحة للقوات الأجنبية والعصابات الإرهابية؛ وانشغل بالدفاع عن حكام المنطقة الخضراء وقتل الأحرار وتشريدهم والسطو على أموالهم وممتلكاتهم. كما تفتقد الأمة لجيش العراق البطل بعد أن عاثت إيران وأذنابها خراباً في الأقطار العربية؛ بدعم ومساندة الإدارة الأمريكية والقوى الغربية والصهيونية. إن الجنود والضباط وصف الضباط من منتسبي الجيش العراقي الباسل يعول عليهم أبناء الشعب والأمة لإعادة بناء الجيش العراقي على أسس وطنية سليمة بعد تحرير العراق؛ كي يعود درعاً حصيناً للوطن. إن يوم التحرير الناجز قادم لا محالة بهمة وعزيمة جماهير الشعب العراقي الثائرة وفي مقدمتها مجاهدو البعث الأشاوس. المجد والخلود لشهداء الجيش العراقي البطل وعلى رأسهم الرفيق القائد صدام حسين. تحية عز وولاء للرفيق المناضل عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي القائد الأعلى للجهاد والتحرير القائد العام للقوات المسلحة المجاهدة.