مؤكد وثابت علميا أن ضغط الحاجة والتفاعل الإيجابي مع هذا الضغط يمكن أن يقود الإنسان إلى الإبداع والابتكار والاختراع مثلما هو معروف أن أعظم الباحثين في العلم هم الذين يمتازون بالاطلاع المتواصل على منتجاته ويمارسون التفكير العميق بها مما يؤدي إلى ولادة أفكار جديدة تفضي إلى إنتاج المادة العلمية ونشرها وتحويلها إلى منتجات. ونحن حين نستخدم مصطلح العلم، فإننا نعني به كل مادة من مواد الحياة قابلة للدراسة والبحث والتقصي كالزراعة والتجارة والأدب والفقه والشريعة والسياسة والإعلام والرياضة والعلوم الصرفة والهندسة والطب والمجتمع وشؤونه المختلفة. ومن نافلة القول إن السياسة لها غايات وتفرعات تتداخل جدليا مع العلوم الأخرى تؤثر فيها وتتأثر بها. وبديهي أن الباحث الجيد هو المفكر الجيد والذي يمتاز بالشمولية والعمق والتعمق والإخلاص للأفكار التي يتصدى لها ويؤمن بها. لقد كان الشهيد الخالد صدام حسين باحثا علميا في شؤون البعث والاقتصاد والسياسة والعسكرية والمجتمع والتربية واستخدامات الذرة والإشعاع والزراعة والصناعة وصراع الحضارات والتاريخ وقضايا الأديان والإيمان. وكان مؤمنا إيمانا عميقا بقضية وطنه وأمته المرتبطة بضرورات التطور والخروج من أزمات الفقر ومحن الجهل والأمية وتدني مستوى الخدمات والوحدة والتحرر والاشتراكية وتحقيق التكافئ الاجتماعي في الفرص وفي الكرامة الإنسانية، وكان أيضا مجتهدا في كل ما يتصدى له من مسارات الحياة والسياسة والمجتمع. إن دراسة الآثار المختلفة للرفيق الشهيد رئيس جمهورية العراق صدام حسين رحمه الله تؤكد صحة ما نذهب إليه. وإن أبرز ما تناوله القائد الخالد في إرهاصات التفكير والاستقصاء كان في موضوعات استثنائية الأهمية كالدين وصلته بالحياة ومسيرة المجتمع والاشتراكية وسبل تطبيقها ضمن بيئة عربية تنتجها نظريا من واقع الأمة وسماتها وخصالها وتطبقها عربيا وبأفق عربي حتى ولو أن ساحة التطبيق قطر واحد، وتصدى نظريا وعمليا لقضايا الحرية والديمقراطية والاقتصاد والزراعة والتصنيع. كما أن الآثار الفكرية التي نضحها فكر الرئيس العراقي العربي الإنسان المناضل قد وصلت إلى قمم الإبداع في ما كتبه من روايات حملت طابع الاستشراف والتناول المنهجي لارتباط المتغيرات الحياتية بالمتغيرات السياسة. ويمكننا التأكيد على سد الشهيد الخالد صدام حسين لثغرات ظاهرة في الثقافة العربية في تشريح الصلة المطلوبة عربيا للعلاقة مع الغرب فكريا وإنسانيا في منتجه الرائع ( هكذا نخاطب العقل الغربي ). لقد كان مفكرا وباحثا ضمن الموازين التي تحقق تكامل شخصية القائد المخلص والمؤمن إيمانا قطعيا بفكر الأمة وأهدافها وثوابتها الموروثة والمتجددة. هكذا كان صدام حسين قائدا ومفكرا وإنسانا متفردا