هل كان عراق ما قبل الاحتلال اكثر خطورة على امن وسلام المنطقة والعالم ؟ وهل كان مفاعل تموز النووي للأغراض العلمية الذي تم وأده وهو في مهده اخطر من مفاعل ديمونا الإسرائيلي او مفاعلات ايران النووية !؟ وهل كان العراق ارهابياً ويرعى ويدعم المنظمات الإرهابية كما هو حال نظام ملالي ايران !؟ وهل العراق ام ايران التي تحتل 4 عواصم عربية و تدّعي ان الدول العربية تابعة لامبراطورية فارس !؟ ولماذا اطلق الامريكان يد ملالي ايران في العراق والمنطقة لينفثوا سمومهم واحقادهم بأخطر وامضى الأسلحة الطائفية والعرقية ممزقين النسيج الاجتماعي ومفرقين بين أبناء الشعب الواحد والايغال قتلاً وتشريداً وتمزيقاً وأفقاراً !؟!؟ ولماذا تعرض النظام الوطني في العراق الى التآمر والعدوان المسلح والحصار الجائر ودفع الى حروب انتهت بتدميره واحتلاله وتنصيب سلطة فاسدة أتت خلال 15 عاماً على كل شيء فيه فلم يعد دولة بأبسط مقوماتها !؟ ألم يكن كل ما يحصل يؤكد ان ايران الملالي حليف للولايات المتحدة وهي جزء من الاجندات الغربية المعادية، واحد أدوات تنفيذ مخطط "شرق أوسط جديد" بثوبه الأمريكي ـ الصهيوني الجديد لتقسيم البلدان العربية واستلاب سيادة دولها ونهب ثراوتها النفطية !؟ ألم يحن الوقت للحكام العرب الذين باعوا العراق ووضعوا الامة في هذا الوضع الكارثي ان يدركوا حقيقة ايران والوقوف بوجه سياستها العدائية والتوسعية ! ألم يزل البعض منهم الى جانب نظام الملالي ! ومنهم من كان ولم يزل مدافعاً ومحامياً عن الملالي وسياستهم بكل ما تحمله من ضغائن وعداء معلن واطماع سافرة ! ألم يكن اتفاق فيينا النووي عام 2015 بين ايران ومجموعة 5+1 قد ولد وراء الأبواب المغلقة في مسقط! و السلطنة هي من تعمل اليوم على اقناع إدارة ترمب بتخفيف العقوبات وامتصاص حدة الخلافات ومنع التصعيد بجمع ممثلي البلدين الى طاولة التفاوض، فضلاً عن الالتفاف على العقوبات وكسر الحصار العقابي عليها ،وكذا الحال ما تقوم به الدوحة من إيصال الأموال لطهران وما تحتاجه من مواد أساسية بعد ان حظرتها العقوبات المشددة التي طبقّت في 6 تشرين ثاني / نوفمبر الماضي!؟ وهل ان واشنطن بعيدة عن هذه الخروقات ، وهل يجرأ المخالفون على تحدي إدارة ترمب اذا لم يكن هناك ضوءاً اخضر!؟ ان العلاقة بين طهران وواشنطن وإسرائيل تقوم على المصالح وليس على الايدلوجيات والخطابات الرنانة والشعارات التعبوية "الموت للشيطان الأكبر ومسح الشيطان الاصغر إسرائيل من الخارطة " فهي شعارات لتضليل الداخل الإيراني و الشارعين العربي والإسلامي !هذا المثلث المتحالف هو ما تحدّث عنه باسهاب بكتابه الجديد ( التعاملات السرية بين إسرائيل وايران والولايات المتحدة الامريكية ) الدكتور ريتا بارسي الإيراني الأصل والامريكي الجنسية وهو احد ابرز اعضاء اللوبي الإيراني داخل الكونغرس وفي المكاتب الهامة في البيت الأبيض و قرب مصادر القرارات من أجهزة ومراكز بحوث وغيرها مؤكداً ان هناك تحالفاً بين ايران الملالي والولايات المتحدة وفق اتفاقات سرية لخدمة مصالحهما ، وهذا لاينفي حصول نزاع استراتيجي بعيد عن التفاهمات، فاسرائيل لاتطمئن لإيران نووية وتعمل جاهدة لمنع وصول طهران لتصنيع السلاح النووي ! وامريكا تخشى على مصالحها وحلفائها في منطقة النفط الهامة استراتيجياً وهي ، بوجود الرئيس ترمب، بحاجة للبعبع الإيراني لأخافة العرب لاستمرار ابتزازهم بالاموال وتصريف السلاح مقابل الحماية!؟ واذا ما تطلّبت المصالح ووصلت الأوضاع نتيجة العقوبات الاقتصادية وتأثيراتها وانفجار غضب شعوب ايران المضطهدة الى حد الفلتان الخارج عن السيطرة، وهذا ما يمكن حصوله، فلن تتأخر الولايات المتحدة عن ركوب موجة التغيير للإطاحة بنظام الملالي كما حصل الامر مع نظام الشاه السابق!؟