بسم الله الرحمن الرحيم "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ" الرفيق المناضل عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي أتقدم لكم، وللرفاق في القيادة القومية للحزب، بأسمى التهاني والتبركيات لمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، راجياً من الله تعالى أن يعيدها عليكم بموفور العافية، وعلى أمتنا المجيدة بالخير والسلام والرفعة. لقد اختار "البعث" منذ البداية طريق الإيمان بوعي وثقة وصدق، وتميّز عن كل التيارات القومية بهذا الموقف الذي انسجم، به ومن خلاله، مع روح الأمة العربية ورسالتها الخالدة، تلك الرسالة الانسانية التي عبّر عنها الرسول العربي الكريم صلى الله عليه وسلم أسمى تعبير، بكونه رسول الله إلى البشرية جمعاء ليخرجهم من ضلال الشرك إلى هداية الإيمان ومن ظلام الأفكار المنحرفة إلى نور الله العزيز، ومن ظلم الباطل إلى عدل الحق. إن الأمة اليوم، وهي تواجه أعتى الهجمات الفارسية والصهيونية والامبريالية، لتجد نفسها في أشد الحاجة إلى روح فكرة "القومية المؤمنة" التي كان حزب البعث العربي الاشتراكي أروع تعبير عنها، والمدافع الأمين عن خلود رسالتها المجيدة. وليست مصادفة على الإطلاق أن تكون أولى علامات التبشير بالبعث ذلك النداء الذي رفعه القائد المؤسس المرحوم أحمد ميشيل عفلق احتفالاً بذكرى الرسول العربي عام 1943، حيث قال "كان محمد كل العرب فليكن كل العرب اليوم محمدا"، نعم لم تكن مصادفة، بل كان اختياراً واعياً دقيقاً لانطلاق هذا الفكر العظيم في هذه المناسبة الخالدة، بكل ما تحمله من معاني الارتباط العضوي بين العروبة والاسلام، وهو ارتباط لم يتحقق بين أية قومية أخرى ودين آخر، كما تحقق بين القومية العربية والدين الاسلامي، إذ كان العرب مادة الاسلام وحملة أنواره، وكان الاسلام روح العروبة وجوهرها، لينصهرا في رسالة خالدة مجيدة، لا انفصام لها، رسالة امتدت حضارتها وقيمها وعدلها، وليس دولتها فحسب، على أوسع رقعة جغرافية شهدتها المعمورة. ما أحوج الأمة إلى روح "البعث" ورسالته، وإلى قيم الإيمان والثقة بالأمة ودورها العظيم دائماً، وهي تتلمس طريقها نحو الرفعة والنهوض والخلود لتأخذ مكانتها اللائقة بها بين الأمم. دمتم ودام البعث العظيم، والرحمة للشهداء رفيقكم نبيل عبد الله عضو مكتب الثقافة والاعلام القومي