ما لم يدركه بعض الأحباب والاصدقاء،انهم في جدليتهم حول بعض المفاصل التاريخية والاحداث التي مر عليها زمن طويل، يجزمون بتثبيت مواقف ويبنون عليها ،دون الرجوع الى الارشيف والأدبيات التي تتناول تلك المراحل توثيقا وإحاطة موضوعية شاملة ، وهذا الامر هو من أولى ما تتطلبه مهمة الباحث ،او أساس ( عدة الشغل لديه ) مسالة اخرى : يتراءى لي بعض من عاش تجربة حزبية او تنظيمية معينة فهاجر مكانه وانقطع بشكل نهائي،ثم يعود لينتقد مجمل تجربة عامة يكون عمرها فوق النصف قرن مثلا،لم يكن له فيها سوى سنوات معدودة،فهل يعتقد انه سيمتلك ما يكفي من الموضوعية والمعرفة الدقيقة دون الغرق في التحليل الشخصي غير المكتمل حتى مع توفر حسن النوايا، علما ان العشرين سنة الماضية كانت من اخطر واهم وأصعب ما مرت على شعبنا العربي في اكثر من ساحة وموقع وما نزال جميعا في فوهة الخطر الذي صار يهدد وجودنا بالكامل، لا ادعي ان الحقيقة الكاملة هي بحوزة تنظيم او حزب او كيان سياسي ما،بقدر ما صار البحث عنها مسؤولية الأجيال القادمة التي.عليها واجب إمساك أمورها بأيديها ضمن أية مكونات جديدة تراها صالحة الإكمال مسيرتها ان الحزب والتنظيم ليس سوى وسيلة لتحقيق الأهداف ،والامة لم تبدأ مع هذا الكيان السياسي،لتنتهي معه،وإنما ستبقى تتلمس طريقها وتحدد أهدافها طالما الحياة مستمرة والقيامة ليست غداً. التاريخ ،والتاريخ بالذات هو الذي سيحكم على التجارب والرموز والقادة،شرط ان يكتبه ثقاة الأمة وأقلامها الصادقة وهم موجودون اليوم في كل مكان ولعل في الثورة التكنولوجية والمعرفية ما يضمن أفضل السبل لتحقيق هذه الغاية اما اذا ذهبنا الى قراءة تاريخنا كما يكتبه لنا من حقق الغلبة على امتنا في هذه الأيام المريرة، فعلينا إذن ان نغرق في اضاليل ما يكتبه المستعمر،قديما وحديثا،دون ان نغفل العامل الصهيوني الآخر الذي يدخل بدوره ضمن ( اسرائيليات ) المرحلة الراهنة حيث يزيف تاريخ فلسطين بالكامل على أيدي هؤلاء وهم العاملون اليوم على الصهينة التامة لكامل تراب فلسطين من اجل ذلك نحن في صراع وجود حقيقي وحتى لو تجاهلنا ذلك فعدونا لا يتجاهل وهو لنا بالمرصاد