في تتمة لقرار حل القيادة القومية لتنظيم المنشقين في 14 أيار 2017 واستبدالها بمجلس قومي استشاري للتنسيق بين منظمات الحزب القومية قام النظام السوري في 7 تشرين الأول 2018 بتبديل مسمى القيادة القطرية لتنظيم المنشقين الى القيادة المركزية وتبديل مسمى المؤتمر القطري الى المؤتمر العام ، وهذه الخطوات تؤكد نظرياً تحول الحزب الحاكم في القطر العربي السوري بصورة نهائية من حزب قومي ولو باللفظ الى حزب قطري لا يختلف عن أي حزب قطري عربي ويتجلى ذلك بمسميات الأمين العام والأمين العام المساعد داخل منظمة الحزب في القطر التي تم اعتمادها في دورة اجتماعات اللجنة المركزية لحزب النظام السوري الحاكم ، وهذه القرارات ليست كما يدعي بشار أسد وأبواقه بأنها تتم في اطار التجديد والتحديث ومواكبة العصر لأن رفاق والده حافظ أسد قد طالبوا منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي بحل القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي واستبدالها بمجلس استشاري لا سلطة له على تنظيمات البعث في الوطن العربي وتنحصر مهمته في التنسيق بينها لا أكثر من ذلك وبالتالي تغيير مسمى القيادة القطرية للحزب، وقد سنحت الفرصة لزمرة القطريين بعد ردة 23 شباط 1966 السوداء على تنفيذ مخططاتهم في هذا الميدان بالتحديد لولا التخوف من فقدان دعم ومؤازرة المتعاطفين مع أطروحاتهم اليسارية المتطرفة الدعائية الكاذبة لأنه في حال اقدامهم على حل القيادة القومية نهائياً سيصدق اتهام القيادة القومية لهم عند هؤلاء بأنهم يرغبون بتصفية الحزب وفكره وارثه النضالي، أما دوافع الخطوات الأخيرة فتنحصر فيما يلي : 1- الخضوع للارادة الأمريكية الغربية الروسية المشتركة باعادة تدوير النظام السوري ليكون مقبولاً لدى الأنظمة العربية وذلك بأن يتبرأ النظام الأسدي من أي عضو حزبي غير سوري يناهض هذه الأنظمة وأن يلتزم النظام الحاكم في دمشق بحدود سايكس بيكو 2- الاستجابة للرغبة الايرانية القديمة بالسيطرة على النظام السوري وأنصاره وتحويل العلاقة بينهما من علاقة حلفاء الى علاقة تابع ومتبوع وأهم عقبة في عملية التحويل تزول بتقزيم النظام الأسدي وتفكيك الهياكل التنظيمية للأحزاب التابعة له التي مكنته من العبث في لبنان واضعاف المقاومة الفلسطينية واعادة ربطها بالنظام في طهران وقد قوبلت هذه القرارات بتأييد أنصار النظام السوري بل وطالب كثر منهم بحل حزب البعث نهائياً والقطيعة مع الأفكار القومية والاشتراكية !! جدير بالذكر أن المجموعة التي قامت بالانقلاب العسكري في دمشق في يوم 23 شباط 1966 سرعان ما دبت الخلافات فيما بينها وانتهت باعلان حافظ أسد عن ما أسماها الحركة التصحيحية في 16 تشرين الثاني 1970 أما بخصوص حلفاء آل أسد بالأمس خصوم اليوم جماعة صلاح جديد القائد الأبرز للردة الشباطية فقد شهد مؤتمرهم القومي المنعقد في الجزائر برئاسة ابراهيم ماخوس عام 1980 والذي لم يحضره سوى الأعضاء السوريين نظراً لتلاشي منظماتهم القومية خارج سوريا اعلان حل القيادة القومية والغاء القيادة القطرية والاكتفاء بلجنة مركزية قومية ينبثق عنها مكتب سياسي على رأسه الأمين العام، وختاماً نجدد التذكير لمن يروق لهم المساواة بين الحق والباطل أن حزب البعث العربي الاشتراكي حزب واحد من الأحواز الى موريتانيا أسسه الرفيق القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق وقاد جهاده بالأمس الرفيق القائد الشهيد صدام حسين ويقود جهاده الآن الرفيق القائد الأمين العام عزة ابراهيم وأن القيادة القومية باقية لأنها رمز قومية الحزب وأن أعضاء القيادة القومية للحزب محط ثقة كافة مناضلي الحزب وجماهيره العريضة على امتداد الوطن العربي الكبير .