ان انتشار تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي في الاقطار العربية لم تكن سهلة وممهده , بل كانت في منتهى الصعوبة الشديدة فقد انتبهت الانظمة الحاكمة في الاقطار العربية , سوى كانت انظمة رجعية او انظمة عسكرية ديكتاتورية او انظمة متسترة بغطاء تقدمي ديمقراطي زائف , حيث انتبهت لخطورة مبادى الحزب وأهدافه على اهدافها واطماعها ومصالحها غير المشروعة والى جدية الحزب و مناضليه وصلابتهم في النضال , ومن هنا عملت هذه الأنظمة على محاربة الحزب والتشكيك بصحة مبادئه وتشويه صورته بصوره مباشره او غير مباشره بدفع بعض الحركات الدينية بفعل ذلك ولجأت الى التنكيل بمنضاليه واعتقالهم وتعذيبهم ومحاربتهم في ارزاقهم والحكم عليم بأحكام قاسيه واكثر جورا او اتباع سياسة الترهيب والترغيب معهم , وسعت هذه الانظمة الى استئصال تنظيمات الحزب كلما شعرت بدورهم على ساحة النضال يزداد ويأخذ الدور القيادي بل ان الكثير من هذه الانظمة تضامنت مع بعضها البعض من اجل القضاء على الحزب وتنظيماته في كثير من الاقطار للحد من انتشاره على الساحة العربية . ولكن كلما توهمت هذه الانظمة الفاسدة العميلة للاستعمار والصهيونية انه استأصلت تنظيمات الحزب وقضت على الحزب فاجأها بوجوده من جديد . ولا عجب فهو ليس حزب مصطنع او طارئا , بل هو حزب عميق الجذور بعمق تاريخ الامة وتاريخها بل لا نبالغ ان قلنا بعمق البشرية لما لهذه الامة من فضائل على البشرية كافه فجذور الحزب مترسخة في الارض العربية , وقد ولد لكي يلبي حاجات الامه التاريخية ويقود نهضتها الشاملة , وهو فضلا على ذلك حزب تمرس في النضال وواجه انواعا مختلفة من الانظمة الحاكمة واكتسب خبرات عشرات السنيين من العمل الشاق والدؤوب بين كر وفر معها . وحزب كهذا لا يستأصل ويقضى عليه كما يقضى على الاحزاب المصطنعة الطارثة . وكلما تعرض لضربة او انتكاسة في هذا القطر او ذاك , اعاد بناء تنظيماته وجدد اساليب نضاله وعاد الى الساحة للنضال مرة اخرى حتى تتحقق اهدافه التاريخية وكما هو معروف ان نشأت نواة الحزب الاولى في القطر السوري وببنية الحزب بنية قومية عربية استطاعت الخروج من هذا القطر وتمتد الى اطراف الامة العربية بقياده قومية موحده تقود النضال الشعبي .حيث كان الطلبة العرب الدارسون في الجامعات العربية المنافذ الاساسية للانتشار للحزب وساعد على هذا الانتشار صدق مبادى الحزب وبساطتها وقربها من عقول ابناء الامة واحاسيسهم الوطنية والقومية ومعاناتهم خصوصا مع بداياته الاولى والتث اتسمت بتصاعد النضال القومي التحرري .