المتسلطون ،شخوصاً واحزاباً وكتلاً ، في تجاهل واستهانة بالشعب ، اذ يواصلون تحركهم المحموم لتشكيل "كتلة اكبر" وسعي لتحالفات لذات الأحزاب والشخوص المرفوضة شعبياً للإسراع بتشكيل حكومة محاصصة يتقاسم فيها المجرّبون المناصب والوزارات ليستمر النهب ليس ألا !؟ الامريكان والإيرانيون وسط هذه الحمى بوجود المبعوث الأمريكي ماكغورك الى جانب الإيراني سليماني وكل منهما يعمل على مجيء حكومة تنفذ له اجندته لاسيما ان الشعب مركون في زاوية !؟ واشنطن تدعم تشكيل حكومة برئاسة العبادي في حين مرشح طهران العامري او المالكي ،والجوكر هم الاكراد بشروطهم وفي المقدمة ضم كركوك النفطية لإقليم كردستان وثبات حصتهم في الموازنة بنسبة 17% إضافة الى إقرار قانوني النفط والغاز ليستفردوا بنفط كركوك والمنطقة الشمالية الغنية بالطاقة والمعادن ،وكل المجربين وكتلهم وائتلافاتهم مستعدون للقبول بمطالب الكرد لتنتفخ كتلته وتكون بهم الاكبر ؟! فالتظاهرات لم تنفع، ولا الاعتصامات ولا مقاطعة الانتخابات ، ولم تكن هناك حوبة لدماء الضحايا ،ودون أي تفكير بحلول للموت البطيء للشعب المذبوح من قبل سياسي الصدفة الذين سلطّهم المحتل في العراق بعد احتلاله عام 2003 فأتوا على الأخضر واليابس فلم تبق، في ظل حكوماتهم وخلال 15 عاماً ، دولة في ابسط مقوماتها ، لا سيادة او هيبة او قيمة او مكانة او حرمة او قدر للتأريخ المشرّف ولا لعراقة بلاد الحضارات ،ولم تصن لا الأرض ولا الثروات اذ نهبت 959 مليار دولار ميزانية البلاد خلال السنوات العشر الأولى فقط فغدت البلاد في مقدمة البلدان المتأخرة والمتردية بعد ان كانت معززة مصانة وناسها بعيش كريم أيام كانت موازنة ما قبل الاحتلال في اعلى معدلاتها بلغت 3.2مليار دولاراً! وفي ظل العملية السياسية وحكوماتها المتعاقبة فقد العراق ،حسب تقرير منظمة حقوق الانسان الصادر في حزيران ـ يونيو 2017 ما يفوق على 3 مليون قتيل و2 مليون معوق ،وشرد وهجّر اكثر من 10 مليون وبلغ عدد الايتام 5 مليون و600 ألف ، و2 مليون أرملة ،وعدد الاميين 6 مليون أمي ،ونسبة البطالة 31% ومن هم تحت خط الفقر43 % ،وبلغت ديون العراق مالك ثاني اكبر احتياطي نفطي في العالم 124 مليون دولارا! وافتقدت الخدمات الأساسية وخصوصاً الماء والكهرباء اذ ان 70% من أبناء العراق محرومون منهما! واعتمد على ريع النفط بعد ان قضي على الصناعة و الزراعة وحتى زراعة "الشلب العنبر" وعشرات غيرها منعت ،وفقاً لوزير الزراعة ، لشحة مياه الرافدين حيث اقيمت عشرات السدود التركية والسورية والإيرانية على منابع نهري دجلة والفرات تجاوزاً على حصة العراق المائية! والنظام الإيراني يتحكّم بالسوق العراقي ،وبنسبة صادرات تزيد على 80% اذ تورًد طهران كل شيء من المفخخات والمرتزقة والعمائم الفاسدة والبدع والخرافات والمخدرات وحبوب الهلوسة والأدوية الفاسدة الى الخضروات ! وطهران ،مع الإهمال المقصود لسلطة بغداد وتردي الخدمات الطبية والصحية.. تتحمل ، إضافة الى عطش وموت النخيل والبساتين ونفوق المواشي والتصحر الذي أصاب البصرة منذ سنوات ،المسؤولية اليوم عن موت وتسمم ما يقرب من 8 ألاف من البصريين بالسرطانات للتلوث والملوحة وارتفاع خطير للاملاح والمواد الكيمياوية الغريبة المذابة في المياه ! فتحويل مجاري الكارون و42 نهراً فرعياً الى داخل الأراضي الايرانية بدل المصب الطبيعي لها في شط العرب ، وجرف املاح المبازل وبقايا الألغام ورميها داخل الأراضي العراقية ،وإيقاف امداد البصرة بالكهرباء الإيرانية! مما تسببوا بهذه الكوارث ؟! ان سلطة بغداد تواصل سياستها المعادية للشعب والاستهانة به ،وعدم الاكتراث لما حل بالعراق الذي عادوا به الى ظلامية العصور الوسطى !فبأي وجه، وبموجب اية شرعية ،، وبأية منجزات تسوغ لهم التكالب على المناصب والتشبث بالسلطة ،الشعب يذبح ويفقرويشرّد وامواله نهب للانجاس والمحتلين!؟ اننا على ثقة من ان شعب العراق رغم الحرب الكونية ضده وما جرى عليه من مصائب لم يركع ولن ينحني ،وفيه رجال ،ولم يجف بعد رحم الماجدات ،وهو ،وان طال صبره ، لن يقبل بالمجربين من ذات الوجوه من عملاء المحتلين حتى وان تبادلوا المناصب فنبعهم الرديء والعميل والفاسد واحد لم ولن يصلح ابداً ،والشعب لن يرضى الا بتغيير شامل يعيد للإنسان انسانيته وللعراق هيبته ومكانته ودوره الفاعل .