أثارت العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران الخلافات بين المنتمين للاحزاب الطائفية الموالية لها في العراق ، فمنهم وهو الأكثر تطرفا أعلن عن رفضه المطلق وزاد في ذلك بتقديم الدعم إلى إيران وندد بكل من لا يقف معها ، والقسم القليل الآخر من قال مع رغبته في عدم فرض العقوبات الا أن العراق يطبقها ، وان الشعب العراقي سيتضرر كثيرا منها ووصف الشعب بأنه " الأقربون أولى بالمعروف " ان الشعب العراقي وعلى مدى خمسة عشر عاما المنصرمة عانى الامرين نتيجة الاحتلال والتدخل الاجنبي بالقتل والتهجير والحرمان من الحقوق واستفحال مظاهر الفساد والفقر والمرض والتخلف وتفشي المخدرات والبطالة فأصبح غير قادر على تحمل أعباء ونتائج الصراع الأمريكي الإيراني الجديد بشأن ملف البرنامج النووي والصواريخ البالستية وتدخله السافر في شؤون الغير من الدول ، وبما ان المصلحة العراقية هي الاسمى والأكثر التزاما بها ولا شيء يتعداها ويتقدم عليها ، فإن النأي بالنفس وعدم المغامرة بمصالح العراق هو الموقف الأكثر حقا ونصاعة ، فأمريكا ما زال نفوذها قويا في العراق وبامكانها ان تعوم الدينار العراقي كما عومت الان العملة الإيرانية وأصبح يكنسونها من امام المحلات ليضعوها في قمامة النفايات ، وإذا ما حصل ذلك للعراق فسيزداد البؤس والشقاء بارتفاع الأسعار والغلاء ، ويزداد التضخم ويعم الفقر بين صفوف الشعب فتظهر الجريمة كالسلب والنهب والنصب والاختطاف والاحتيال والسطو ، وتزوير العملة ومضاربات السوق ويفتقد الامن والامان ، وهنا تكحل عيون الاحزاب الطائفية الموالية لإيران بعد ان سرقوا الغالي والنفيس من ثروة العراق واعادوه الى عصور التخلف والظلام والتبعية للاجنبي ، ومن المضحك حقا يخرج هؤلاء وهم نفر قليل قياسا بتعداد شعب العراق البالغ أكثر من ثلاثين مليون نسمة ويصرخون بأعلى أصواتهم ان شعب العراق يرفض العقوبات الأمريكية ، وهذا مخالف للواقع ولا صحة له ، لانهم لا يمثلون الشعب وان الذين يرفضون العقوبات هم بعدد المئات وهم المنتمون للاحزاب الطائفية ومن المؤيدين والمنتفعين للاحتلال وعمليته السياسية ، فبالامس قاطع الشعب انتخاباتهم المزورة بنسبة 83% فكيف يحق لكم التصريح باسم الشعب ومن خولكم بذلك ؟ فعليكم ان تحترموا حقوق الناس وآرائهم وحرياتهم ايها المصرحون ! فكبيركم رئيس الوزراء يصرح شكلا وانتم تخالفونه ، فقد ذهب وقت الكذب والنفاق والإعلام المزيف ، وان الشعب لا يقبل ويرفض مصادرة موقفه من قبلكم ، نعم امريكا مجرمة وانتم عملاؤها وان شعب العراق لا يريد ان يكون طرفا بنزاعاتكم ، فقد حاصرتموه ثلاث عشرة سنة وشكلتم تحالفا عليه واحتليتم أرضه وهو اليوم بلا سيادة ولا امان فيه ، فكيف يدخل الشعب في معركة جديدة خاسرة لا نفع له فيها بل وبال عليه ، فمتى ما تحرر من سطوتكم وبطشكم وسرقتكم للمال العام عندها يكون لكل حادث حديث ، فالشعب اليوم مشغول بهمومه ولقمة عيشه ، وما زالت جثث الأبرياء تحت الأنقاض والمشردون في الكرفانات والخيام ، والعوائل تئن تحت وطأة الجوع والمرض، اللهم ابعد الأذى عن هذا الشعب المظلوم .