المتتبع لتاريخ نشوء حزب الدعوة ومرتكزاته الفكرية ومنطلقاته النظرية يجد أنه بنى نفسه على اساس طائفي ، وزاد في ذلك فجعل نفسه رهينة لإيران التي كان لها الدور الكبير في ولادة هذا الحزب دعما ورعاية وتنشيطا ، والملاحظ كذلك يجد ان هذا الحزب كاد أن يتلاشى في سنوات العقد الأخير من القرن الماضي اي قبل الاحتلال الامريكي المجرم وغير الشرعي للعراق في العام 2003 ، لكن وقوع الاحتلال هو من اعطاه جرعة منشطة وعودة للساحة السياسية في العراق كي يكون شريكا اساسيا في العملية السياسية التي صنعها المحتل ، وبنى خططه المستقبلية عليها ، فحزب الدعوة إضافة لطائفيتة وارتباطه بالنظام الايراني ( نظام ولاية الفقيه ) اضاف له صفة العمالة السافرة للامريكان وتبعيته لهم ، وعندما استطالت يده في السلطة كشر عن انيابه وكشف حقيقة وجوده والدور الموكل له في تدمير لعراق دون استثناء أحد ، فاصبح عميلا مزدوجا لامريكا وايران ، لان المهم لديه هو ان يكون حاكما ويسيطر عل مقدرات العراق ، وهذا ما حصل وبفعل أمريكي ايراني ، وقد اثبتت السنوات الخمس عشرة الماضية الدور الخطير الذي لعبه حزب الدعوة وبمباركة ومشاركة الاحزاب الطائفية بشقيها الشيعية والسنية والتي لا تمت الى العرب في العراق شيعة وسنة بصلة ، فهذه المسميات هي من صنيعة الاجنبي المحتل والتي وجدت فيها ايران ضالتها في تحقيق اهدافها التوسعية ونشر مفاهيم الدين الجديد الذي وجدته انه وسيلتها في إعادة حلم الإمبراطورية الفارسية ، فايران تعرف ان وجودها ونجاح مشروعها يعتمد ويتوقف على أضعاف العروبة والإسلام المحمدي الشريف ومن يمثله سواء في العراق او في اي من الدول العربية والاسلامية الاخرى ولهذا كان الانتقام من اهل سنة العراق هو البداية على رأس قائمة ممارساتهم وافعالهم بعد الاحتلال ودخولهم العملية السياسية والاعتراف بها وتوطيد العلاقة معها ودعمها ، وعندما شعروا اهل السنة في حجم التهميش والإقصاء والملاحقة والاعتقالات والاغتيالات والاتهام بالإرهاب الذي حل بهم انتفضوا في مطلع العام 2011 وطالبوا بحقوقهم المسلوبة والمغيبة، الا ان سلطة المالكي واجهتهم بالعنف والقوة وقال عنهم انهم فقاعة نونة وقوله هذا جاء تجسيدا لاجندتهم وتعاليم حزب الدعوة القاضية على تقويض وجود اهل السنة في العراق وهي إرادة ايرانية ايضا ، ولو ان المالكي وحزبه يؤمنون بالشعب وبالعدالة بين صفوفه وعدم التفريق على اساس الدين والمذهب لكانوا قد استجابوا لمطالبهم وهم على حق في ذلك، وهناك الكثير من الشواهد تؤكد هذا المنهج الدخيل لحزب الدعوة والذي يعتقد ايضا أنه بهذه الممارسات سيطيل من أمد وجوده في السلطة ويستطيع القبض على العراق ضيعة بيده وخدمة لاسياده ، وعندما جاء خلفه العبادي لرئاسة الحكومة ولم يقدم شيئا للشعب انتفض في هذه المرة اهل الفرات والجنوب معبرين عن سخطهم ورفضهم لحزب الدعوة والأحزاب الطائفية ، فاحرقوا مقراتهم واحرقوا صور مراجعهم وصاحوا بأعلى أصواتهم " إيران بره بره بغداد تبقى حرة " لكن العبادي في هذه المرة أبدى عطاؤه السخي الكاذب بصيغة القرارات والأوامر وليس بصيغة الفعل النقدي كما يقول المثل ، ليريد من ذلك ان يكسب رضا المنتفضين ويوحي لهم بأنه منهم لكن عليه ان يعرف ان هؤلاء الناس تعرضوا إلى أبشع ممارسات القهر والتعسف والحرمان من الحقوق ، وان انتفاضتهم جاءت اكمالا لانتفاضة اخوتهم في المحافظات الغربية ، فلماذا لم يفعل العبادي وعلى مدى سنوات حكمه في اعطاء مطالب المتظاهرين في المحافظات الغربية وزيارتهم واللقاء بهم وسماع مطالبهم واسداء الكلمة الحسنة إليهم ؟ لكنه كان يمارس عليهم ولليوم عمليات المداهمة والاعتقال وبقائهم مشردين عن ديارهم في مخيمات الجزء . ولماذا لم يستجيب المالكي لمطالبهم آنذاك بل ذهب الى احراق خيامهم وزجهم في السجون والمعتقلات ؟ فالعراقيون اخوة متحابين تربطهم اواصر القربى والنسب والدين ،لكن حزب الدعوة الحاكم طائفي بامتياز وطائفيتة مقيتة ومرفوضة ولا يمثل شعب العراق بكل أطيافه ، بل يمثل إرادة الاجنبي واطماعه ، والذي يمثل الشعب هو من يضع مصلحة الشعب بكل فئاته على خط شروع واحد وعلى ميزان العدالة الواحد ويرى ان ابن البصرة والنجف كما هو ابن الموصل او الانبار ، وابن ذي قار وواسط كما هو ابن صلاح الدين واربيل ودهوك ، فالعدل اساس الملك . ولا عدل بوجود المنهج الطائفي المفرق اللعين الذي تقوده الاحزاب الطائفية ويدعمه المحتل الاجنبي . لجنة دعم الانتفاضة الشعبية في العراق 7 / اب / 2018