هل سكت شعبنا او تأخر في الرد على إرادة كونية باحتلال وتحويل بلد الحضارات والتأريخ المشرق الى دمار وخراب وتخلّف وفرقة وتناحر ! وهل ، فعلاً، استسلم واستكان لجبروت ووحشية المحتل الحاقد ووضاعة واجرام المتسلط التابع ليضحي بخيرة ناسه بين مغدور ومعتقل ومطارد وجائع ونازح ومهجّر ومشرد في بلدان وعوالم متناثرة ؟! وهل من المعقول ان يقبل على من نهب ثرواته وفرط بحقوقه وعزّه وكرامته وباع نفسه والبلاد لمحتل حاقد وطامع جشع ،ومن جوّع هذا الشعب وحرمه من ابسط مقومات الحياة وحوّل العراق القوي والناهض والآمن والفاعل في محيطه الى بلد تمزّقه الطائفية المقيتة والعرقية ويفتك به التخلف والجهل اذ بلغت نسب الايتام والارامل والامية والبطالة والفاقة والعوز والمديونية.. ارقاماً مخيفة؟! وهل ان الرضوخ من شيم هذا الشعب !؟ان الكاره الظالم قبل المحب المنصف يشهد بان العراقي ما استكان وكان وهو في سويرة الحدث الجلل وذهول فاجعة الاجتياح وغشاوة الكارثة ووسط اكذوبة دعاة التحرير ! قد شرع ،ومنذ الأيام الأولى ، في مقاومة باسلة تصدّت للمحتلين الامريكان وتمكنت من اجبارهم على الانسحاب عام 2011، ولولا غدر الغادرين لتحقق ذلك مبكراً ، ولتمكنوا من اسقاط سلطة بغداد ،كما رفع شعبنا صوته مبكراً فاضحاً المتسلطين الخونة، أفندية ومعممين، في تظاهرات واحتجاجات واعتصامات وانبرت الأقلام الشريفة تدافع وتحرّض وتفضح وتعري حكام الصدفة من " الدون والسفل"! رغم عنف ووحشية القوات الحكومية والميليشيات المجرمة ومن ورائها قوى البغي والاحتلال، ورغم صمت الاعلام وسكوت المنظمات الإنسانية ودعاة الحريات وحقوق الانسان،وترك العراق وحيداً بلا ناصر او معين! فالانتفاضة الشعبية تتواصل وتتسع منذ 3 اسابيع لتشمل مدن جنوب ووسط العراق وحتى بغداد ، اذ سقطت اكثر من محافظة واقتحم المنتفضون محافظات البصرة النجف وكربلاء وذي قار وميسان وواسط ،وفي بابل والمثنى طالب المنتفضون بعودة حكم صدام الوطني، وفي بغداد وقف الثوار على أبواب المنطقة الخضراء رغم انتشار اعداد كبيرة من القوات الحكومية والميليشيات وقوات الحرس والباسيج الإيراني التي انتشرت في المدن المنتفضة، وهجومت ودمرّت مقار ومكاتب أحزاب الدعوة وبدر والفضيلة والحكمة واحرق ثوار البصرة صور خميني، و احرق ثوار كربلاء بيت ممثل خامئني مرددين " ارض العرب للعرب ، ملعون يا إيراني " وتغنى اهل ذي قار بعروبة العراق والرفض للفرس !كما اغلق المقتحمون مطار النجف ، وميناء ام قصر بعد عزله والوصول الى الحدود مع الكويت في صفوان في رسالة مرعبة دفعت المشايخ الى استنفار قواتهم ! ولم تكن المطالب الخدمية وتوفير فرص العمل ،الا المدخل لثورة شعبية معبرة عن الاستياء والرفض لسلطة عميلة وحكام فاسدين "شلع قلع كلهم حرامية" والمطالبة بخروج الأجنبي وبالأخص الإيراني ، فالتحدي الشعبي والثورة الجماهيرية ستتواصل ضد السلطة الفاشلة والفاسدة ، سلطة الخونة والعملاء والسراق والقتلة ، المعمدة بدماء الشهداء الذين تجاوز عددهم الـ 60 مع مئات الجرحى والمصابين برصاص وغاز الاعصاب وخراطيم المياه الحارة ، وكان شعبنا قد قاطع انتخابات 12مايس الماضي الفاشلة بنسبة تتعدى 80% ،وما يجري امتداد للاعتصامات والانتفاضات التي تنفجر بين حين واخر! فقد طفح الكيل ونفذ الصبر، وهو رفض شعبي للعملية السياسية برمتها والسلطة الفاسدة والمحتلين واولهم الفرس ،فالتغيير الحقيقي قريب ،وليل الهّم الى زوال، وصبح الخلاص لاحت ملامحه.